لتعيش 100 عام… تناول هذه الأطباق
شكلت مسألة العيش لفترة أطول هاجسا لكثير من الناس عبر العالم، وكانت أساسا لاتباع البعض أنماط حياة تعتمد على نظام غذائي خاص، بناء على ملاحظة مجتمعات بعينها، يعيش الأشخاص الذين ينتمون إليها فترات أطول مقارنة بالمعدل العام عند البشر.
وأمضى المؤلف دان بوتنر، عقودا في كتابة تقارير عما وصفه بـ “المناطق الزرقاء” وهي مجتمعات حول العالم حيث يعيش الناس حياة طويلة وصحية “قد تصل المعدلات بها حتى 100 عام” وفق تقرير لشبكة أخبار “سي إن إن”.
ويتشارك سكان هذه المناطق بيئة وأسلوب حياة خاصة، بما في ذلك نظام غذاء نباتيا، إذ يعتقد العلماء أن ذلك ما ساهم في إطالة أعمارهم.
وتم اكتشاف المناطق الزرقاء في إيكاريا في اليونان، وأوكيناوا باليابان، إلى جانب مناطق أخرى مثل نيكويافي وكوستاريكا، ولوما ليندا في كاليفورنيا، وجزيرة سردينيا الإيطالية.
وفي سردينيا، حيث تمت دراسة إحدى المجموعات الأولى من المعمرين، يعتبر طبق الغاربانزو (شوربة حمص وفاصولياء) من الأطباق المفضلة، على حد قول بوتنر.
ويعتبر الغاربانزو من المكونات الرئيسية التي يتناولها سكان سردينيا، أكثر من مرة في اليوم، مما يسمح لهم بالحصول على فوائد الفاصولياء مرتين على الأقل في اليوم.
وقال بوتنر: “هناك تسعة أشقاء بلغ عمرهم الجماعي 851 عاما” ثم تابع “في كل يوم من حياتهم، كان لديهم نفس النصيب مع خبز العجين المخمر وكوب صغير من النبيذ الأحمر بثلاثة أونصات”.
لماذا البقوليات؟
تتمتع عائلة البقوليات بأهم العناصر الغذائية، بما في ذلك النحاس، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والزنك، والليسين، وهو حمض أميني أساسي، والكثير من البروتين والألياف.
قال بيتنر في الصدد: “تكافئك الألياف ببكتيريا أمعاء صحية وتقلل الالتهابات لديك وتزيد من وظيفة جسمك المناعية” مشيرا إلى أن ما بين 5 إلى 10 في المئة فقط من الأميركيين يحصلون على الألياف التي يحتاجون إليها”.
وأضاف بأن كل نوع من أنواع الفاصولياء مثلا، له خصائص غذائية مختلفة، لذا قد يكون من الأفضل تناول مجموعة متنوعة منها.
وتحتوي الفاصولياء الحمراء “Aduki” أو “red mung bean”، على ألياف أكثر من العديد من الأصناف الأخرى، في حين أن الفول “fava bean” مليء باللوتين المضاد للأكسدة.
والفاصولياء السوداء والحمراء الداكنة “red and black kidney beans” مليئة بالبوتاسيوم والحمص يحتوي على الكثير من المغنيسيوم.
كما أن الفاصولياء مليئة بالبروتين النباتي، وهو صحي أكثر، لأنه يحتوي على عناصر غذائية أكثر وسعرات حرارية أقل من البروتين الحيواني.
يقول بيتنر في الصدد: “قم بإقران الفاصوليا مع الحبوب الكاملة وستحصل على جميع الأحماض الأمينية التي تشكل بروتينا كاملا من الناحية التغذوية، على غرار ما هو متوفر في اللحوم”.
في نيكويا بكوستاريكا، على سبيل المثال، يبدأ الناس يومهم بتناول “الطبق الوطني للبلاد” على حد وصف بوتنر، الذي قال إنه “مزيج من الفاصوليا المطبوخة مع صلصة اللحم، مُتبّلة بالبصل والفلفل الأخضر وبعض المواد العطرية مثل الريحان أو الزعتر وربما الثوم”.
وتابع “يخلطون كل ذلك مع أرز أبيض مطهو قبل فترة، وهذا مثير للاهتمام لأنه من خلال التبريد، يخضع الأرز لعملية تحول”.
وأوضح أن النشا المتواجد في الأرز، بعد مرور فترة من طهيه، يصبح مقاوما، مما يعني أن الجسم يمتصه بشكل أبطأ، وبالتالي لا يرتفع سكر الدم لدينا.
وفي حين يُنسب الفضل إلى البطاطا الأرجوانية تاريخيا باعتبارها العنصر الأساسي لطول العمر لشعب أوكيناوا باليابان، فإن فول الصويا هو ثاني أكثر الأطعمة شهرة في نظامهم الغذائي.
والتوفو هو طعام يتم تحضيره عن طريق تخثر حليب الصويا ثم ضغط الخثارة الناتجة عنه إلى كتل بيضاء صلبة بنعومة متفاوتة.
وأضاف بيتنر “عادة ما تكون وجبة الإفطار عبارة عن حساء مع قطع من التوفو، لكنهم لا يقطعون التوفو إلى مكعبات كما نفعل، بل يكسرونها حتى يتمكن من امتصاص النكهات بشكل أفضل”.
أطباق مفيدة للجسم واقتصادية
قال بيتنر إن الدراسات الحديثة تشير إلى الفوائد الصحية للفاصوليا، وهو ما يدعم ما يعرفه الناس أصلا في المناطق الزرقاء منذ فترة طويلة.
ويمكن للألياف القابلة للذوبان في الفاصوليا أن تقلل الكوليسترول وتساعد على منع مرض السكري من النوع 2، عن طريق تثبيت نسبة السكر في الدم.
وجدت دراسة، أجريت عام 2001، أن تناول الفاصوليا أربع مرات في الأسبوع يقلل من أمراض القلب بنسبة 22 في المئة.
ووجدت دراسة أخرى، أجريت عام 2004، أن أشخاصا عاشوا ما يقرب من ثماني سنوات إضافية، بعد تناول 20 غراما من البقوليات يوميا.
تساعد الفاصوليا أيضا في إنقاص الوزن، حيث وجدت مراجعة، أجريت عام 2016، أن الأشخاص الذين تناولوا ما يصل إلى 9 أونصات (255 غراما) من الفاصولياء يوميا على مدار ستة أسابيع فقدوا وزنا أكثر من الأشخاص الذين لم يتناولوها.
وبالإضافة إلى كل هذه الفوائد، فإن الفاصولياء والبقوليات عموما رخيصة الثمن، بل يمكن زراعتها في المنزل، مما يجعلها الغذاء المثالي لمساعدة السكان “المحرومين اقتصاديا” على العيش لفترة أطول.
الحرة