عون قدّم التباسات بدل..الأجوبة!
السؤال يبقى: كيف سيردّ الرئيس نبيه برّي على الهجوم عليه من قبل العماد عون في المقابلة؟ والتي اتهمه فيها بأنّه المسؤول الأول عن الانهيار وعن إفشال عهده
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
استمعت إلى مقابلة الرئيس السابق العماد ميشال عون على محطة “أو تي في “.
كمتابِع، انتظرتُ أن يقدِّم أجوبة عن تساؤلات يطرحها الرأي العام، ليس منذ اليوم، بعد خروجه من قصر بعبدا، بل منذ بدء عهده ولاسيّما السنة الأولى منه، حين ارتسمت ملامح العهد في شهوره الأولى، فجاءت المقابلة عبارة عن مجموعة التباسات، بدل أن تقدّم مجموعة الأجوبة:
الالتباس الأوّل أنّه ضرب حكومة الرئيس الحريري الأولى، من خلال قوله بعد تشكيلها إنّها ليست حكومة العهد الأولى، وأنّ الحكومة الأولى ستكون بعد الانتخابات النيابية (التي جرت في الـ٢٠١٨) هذا الموقف أصابها بالإحباط، إذ كيف يكون الرئيس سعد الحريري قادرًا على العمل فيما رئيس العهد لا يعترف له بحكومته؟
الالتباس الثاني، تبرؤه من التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فالجلسة التي تمّ التمديد فيها للحاكم، في ٢٠١٧، كانت برئاسته، ولو لم يطرح البند من خارج جدول الأعمال لَما كان تم التمديد، وبالإجماع، من دون اعتراض أو تحفظ وزرائه.
الالتباس الثالث، أنّ بدء الانهيار المالي تمّ حين أقرّت سلسلة الرتب والرواتب.
كان بإمكانه عدم التوقيع عليها إلاّ بعد التأكد من توافر الإيرادات، لكنّه لم يفعل، وجاءت التوقعات فضائحية إذ أنّ كلفة السلسلة جاءت مضاعفة عما وُضِع أمامه من أرقام.
الالتباس الرابع، هو التأخر في تشكيل الحكومات إلا بعد ضمان حصته، وحصة رئيس التيار.
كل هذه الالتباسات كانت حاضرة في أذهان مَن تابعوا المقابلة التي قفزت فوق التطرق إلى محاور انتظر اللبنانيون سماع أجوبة عنها، لكنّها لم ترِد على الإطلاق، ومن أبرزها:
ملف العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ومصير تفاهم مار مخايل.
ملف الوضع داخل التيار الوطني الحر، في ظلّ الاستقالات والإقالات والتمرّد على قرارات رئيس التيار.
ملف العلاقة مع سوريا خصوصًا بعد زيارته الأخيرة لها، ومضمون محادثاته مع الرئيس بشار الأسد، وعدم تطرقه في المقابلة إلى مسألة أنّ الوزير السابق زياد بارود هو المرشح الحقيقي للتيار وليس جهاد أزعور.
واضح من المقابلة أنّ الرئيس عون كان هدفه منها إبعاد مسؤوليته عن الانهيار الاقتصادي والمالي، لكن هذا الهدف لم يتحقق ، فالثنائي الحاكم، بينه وبين رئيس الحكومة السابق حسان دياب، شكّل الضربة القاصمة للوضع النقدي والمالي، من خلال التمنع عن إيفاء لبنان بمستحقاته المالية، ما وضع البلد في خانة الدول الممتنعة عن السداد، مع ما يعني ذلك من تبعات مالية تجاه الدول.
بهذا المعنى، لم تأتِ المقابلة بالمردود السياسي الذي أراده “الجنرال” على رغم الجهود الهائلة التي بذلها محاوراه، ما يدفع إلى الاستنتاج التالي:
رئيس التيار الفعلي هو العماد ميشال عون، وليس جبران باسيل سوى “المدير التنفيذي”، على رغم كل محاولات الظهور بمظهر المقرِّر.
لكن السؤال يبقى: كيف سيردّ الرئيس نبيه برّي على الهجوم عليه من قبل العماد عون في المقابلة؟ والتي اتهمه فيها بأنّه المسؤول الأول عن الانهيار وعن إفشال عهده من خلال قوله: “الذين استلموا التقرير (تقرير التدقيق الجنائي) هم المذنبون، وكيف يصحح التقرير مَن هو متهم”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |