بعد حادثة كفرشوبا.. هل من مصلحة إسرائيل إشعال جبهة الجنوب؟
تستمر إسرائيل في عدوانها، في ظل حكومة إسرائيلية منقسمة على ذاتها ولا يتفق أعضاؤها مع بعضهم البعض، فهل تسعى إلى الحرب؟ وهل هي على استعداد لذلك؟
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
ما سجل من تطورات في الساعات الماضية على الجبهة الجنوبية وتحديداً في تلال كفرشوبا أثار أكثر من سؤال عن مخطط تعمل عليه إسرائيل لشن حرب ضد لبنانلشن حرب ضد لبنان، فهي ليست المرة الأولى التي تخرق فيها إسرائيل القرار ١٧٠١ وتعمد إلى قضم أراضٍ لبنانية. وبين حدث نهاية الشهر الفائت عندما تقدمت جارفة إسرائيلية في منطقة جبل روس الحدودية وبين حدث الخميس في تلال كفرشوبا التي تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي، فترة زمنية قصيرة جداً لكن القاسم الوحيد المشترك بينهما هو مواصلة إسرائيل استفزازاتها وإظهار نيتها في افتعال الحروب وإلا فما الذي يبرر اعتداءاتها المتكررة، بحيث تردد أن أكثر من خمس عشرة قذيفة سقطت بين بلدتي كفرشوبا وحلتا وسط تحليق لطائرات إسرائيلية. أما إذا كان عدوانها هو بمثابة الرد على نصب خيمتين لحزب الله داخل منطقة بسطرة مقابل مزارع شبعا، فإن المسألة غير دقيقة على الإطلاق لأن الخيمتين ليستا عسكريتين وفق ما تقول أوساط مراقبة لموقع “هنا لبنان”، وتضيف الأوساط: أما إذا كان رداً على إطلاق قذيفة هاون من لبنان انفجرت قرب الحدود داخل الكيان الإسرائيلي، فإن إسرائيل تدرك أن الصاروخ الذي أطلق في اتجاهها هو بدائي وليس متطوراً ولا علاقة للحزب به.
وتشير إلى أنه في كل الأحوال تستمر إسرائيل في عدوانها وهذا أمر واضح ولم يعد مستبعداً أن تكرر فعلتها في ظل حكومة إسرائيلية منقسمة على ذاتها ولا يتفق أعضاؤها مع بعضهم البعض، فهل تسعى إلى الحرب؟ وهل هي على استعداد لذلك؟
في هذا الإطار، يشير العميد الركن الدكتور هشام جابر في حديث لموقع “هنا لبنان” إلى أن إسرائيل غير قادرة على شن الحرب ولا يمكنها أن تعتدي على إيران ولا على سوريا لا سيما بعد رسالة الروس بأن الأراضي السورية غير مستباحة ومعلوم أن هناك مناورات بين سوريا وروسيا.
وإذ يؤكد الدكتور جابر أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد الحرب للخروج من الأزمة التي تشهدها حكومته المتطرفة والتي هي على خلاف مع نصف الشعب الإسرائيلي، يقول أنه لن يجرؤ على ذلك بفعل عدم تمكنه من تحمل تبعاتها داخل إسرائيل فضلاً عن أن الولايات المتحدة الأميركية لا ترغب في أن تتورط في هذه العملية دون إغفال خشية إسرائيل من تمدد الحرب في جنوب لبنان إلى الجبهة السورية وتدمير منصات النفط والغاز التي تم بناؤها على مدى سنوات.
ويلفت إلى أن قضم إسرائيل للأراضي اللبنانية قائم وهذا ما يجري في مرتفعات كفرشوبا، وإن الخط الأزرق ليس بخط حدود إنما هو داخل الأراضي اللبنانية وتستمر في خرقه، في حين أن المزارعين يدافعون عن أرضهم بوجه من يمنعهم من القيام بعملهم واليونيفيل تتدخل والجيش اللبناني يقوم بواجبه.
ويرى أن ما أطلق من لبنان ليس بصاروخ إنما مدفع هاون كما كان الأمر عليه في القليلة، معرباً عن اعتقاده أن عناصر فلسطينية تستخدمها.
بدورها توضح مصادر عسكرية لموقعنا، أن الأجواء هدأت وهناك مراقبة مستمرة تتم من قبل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش اللبناني، معلنة أن إشعال إسرائيل لجبهة الجنوب ليس من مصلحتها على الإطلاق ولذلك تلجأ بين فترة وأخرى إلى افتعال الإشكالات في حين أن انتهاكاتها لا تنتهي. أما على صعيد حزب الله، فإن المصادر تستبعد دخوله في مواجهة مع إسرائيل حتى وإن ظل قادته يطلقون تحذيراتهم ضدها.