انقسام الضباط الإسرائيليين حول ضربة عسكرية ضد حزب الله
مع ازدياد التوترات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية تكريس الدولة العبرية احتلالها للجزء اللبناني من بلدة الغجر الحدودية، والتهديد بعملٍ عسكري لإزالة الخيمة المتبقية التي نصبها الحزب داخل مزارع شبعا اللبنانية، وقبيل حادثة إلقاء قنبلة على عناصر من حزب الله وجرح ثلاثة منهم بعد ظهر أمس الأربعاء، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن وجود نقاشٍ مستمر في قيادة الجيش الإسرائيلي، حول ما إذا كانت الحرب ستتحول في الأيام المقبلة إلى أمرٍ حتمي، وما إذا كان من الذكاء شن ضربة استباقية أو تأخير الصراع لأطول فترةٍ ممكنة، والاكتفاء بالرد على أي هجومٍ يقدم عليه حزب الله.
عملية عسكرية؟
تقول الصحيفة الإسرائيلية أن كبار قادة الجيش الإسرائيلي يناقشون في الوقت الحالي ما إذا كانوا سيستخدمون القوة لإزالة الخيمة التي لا تشكل نسبياً أي مشاكل من حيث الحجم والخطر من مزارع شبعا. وفي حال اتخاذ القرار باستخدام القوة، يبقى السؤال متمحوراً حول مقدارها والوقت المحدد لها.
اتفق معظم كبار ضباط الجيش الإسرائيلي تقريباً في البداية، حسب “جيروزاليم بوست”، على محاولة إقناع حزب الله بإزالة خيمتين نصبهما قبل أكثر من شهر باستخدام الدبلوماسية من خلال اليونيفيل. لكن بعد مرور كل هذا الوقت، واكتفاء الحزب بإزالة إحدى خيمتيه، يريد عدد متزايد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي إنهاء هذه القضية بسرعة وبالقوة، ومن دون مزيدٍ من التأخير. حتى أن بعضهم نقل للصحيفة دعمه الواضح الأسبوع الماضي لفكرة شن عمليةٍ عسكرية واسعة خلال النقاشات الجارية.
وعلى المقلب الآخر، لا يزال آخرون من ضباط الجيش الإسرائيلي، يفضلون إجراء مفاوضات مطولة، حتى بضعة أشهر أخرى، لإقتناعهم بأن سحب القضية من التغطية الإعلامية، سيؤدي إلى ترسيخ قناعة عند حزب الله بالانسحاب، خصوصاً إذا عُرضت عليه بعض الإغراءات.
دوافع الحرب
وفي معرض شرحها للنقاش الدائر بين ضباط الجيش الإسرائيلي، تشير الصحيفة أن أولئك الذين يرون أن الحرب مع حزب الله حتمية، ويفضلون الضربة الاستباقية، لا ينفكون عن ترديد لازمة أن مواجهة الحزب على ما أطلقوا عليه تسمية البؤرة الاستيطانية في شبعا، هو أمرٌ منطقي للغاية. وهؤلاء لا يخشون اندلاع حربٍ غير ضرورية عن طريق الخطأ، لأنهم يميلون إلى افتراض أن وقوع حرب أكبر هي مسألة وقتٍ وحسب. وفي هذه الحالة، فإنهم يفضلون أن تأخذ إسرائيل زمام المبادرة وتهيئ ساحة المعركة وتكون قادرة على الاستفادة من عامل المفاجأة.
أما عن السبب الذي يدفع عدد كبير من الضباط إلى تشجيع القيام بعملٍ عسكري لإزالة الخيمة، فتعزوه الصحيفة إلى إقرار قائد منطقة الشمال اللواء أوري جوردن، بقدرة الحزب على إطلاق حوالى 4 آلاف صاروخ يومياً في الأيام الأولى من الحرب المحتملة على شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا وطبريا ومواقع رئيسية أخرى. علماً أنه خلال حرب غزة عام 2014، قال الجيش الإسرائيلي إنّ حركة حماس أطلقت حوالى 4500 صاروخ على إسرائيل خلال فترة الخمسين يوماً بأكملها، أي ما يُعادل 90 صاروخاً في اليوم.
وإنطلاقاً من ذلك، يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي الذين يشجعون فكرة العملية العسكرية، بأنه يمكن تقليص قدرات حزب الله الصاروخية بشكلٍ كبير من خلال عملية استباقية تدمر شبكات اتصالاته وبعض أدق أسلحته بعيدة المدى.
المصدر: المدن
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |