بين الغجر وخراج الماري
مشكلة ما يعرف بقرية الغجر ليس حلها سهلاً على الإطلاق، ولكن إذا صدقت المعلومات أن العمل جارٍ لحلّ كل ما تبقى من مشكلات حدودية بين لبنان وإسرائيل ومن ضمنها تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة، فستكون قضية الغجر تفصيلاً صغيراً في ملف كبير هدفه النهائي تعطيل سلاح الحزب حيث هو.
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
عندما احتل الإسرائيليون بلدة الغجر السورية في العام ١٩٦٧ احتلوا معها مساحة من الأراضي اللبنانية هي كناية عن مشاع خراج بلدة الماري الجنوبية.
منذ ذلك التاريخ ازداد سكان بلدة الغجر السورية وتوسع نطاق سكنهم فبدأوا ببناء مساكن في البقعة اللبنانية المحتلة المجاورة لبلدتهم وما زال هذا التوسع السكاني في هذه المنطقة مستمراً حتى اليوم.
عند عملية إظهار الحدود بعد الانسحاب الإسرائيلي في أيار من العام ٢٠٠٠ تبين أن مجموعة كبيرة من أهالي تلك البلدة السورية المحتلة يقيمون في الأراضي اللبنانية التي احتلتها إسرائيل ويحمل هؤلاء الجنسية الإسرائيلية وقد رفضوا رفضاً قاطعاً أن يكونوا تحت السيادة اللبنانية أو أن يخلوا منازلهم المبنية من غير وجه حق، وقد أدى هذا الواقع إلى بقاء خراج بلدة الماري المحتل والمسكون من أهالي الغجر تحت السيطرة الإسرائيلية.
حل هذه المشكلة لا يبدو سهلا فإخلاء أهالي الغجر للجزء اللبناني المحتل يعني أنهم سيطالبون بتعويضات فمن سيدفعها؟ الدولة اللبنانية عاجزة وإسرائيل ترفض، كما أن للمقيمين في البقعة اللبنانية المحتلة أواصر قربى وتزاوج مع من هم في قرية الغجر ولذلك فالفصل بينهما لن يكون وارداً ومقبولاً منهم، كما أن هؤلاء يرفضون الحصول على الجنسية اللبنانية ويريدون الاحتفاظ بالجنسية الإسرائيلية، وبالتالي إذا أصبحوا تحت السيادة اللبنانية فأي أنظمة وقوانين ستطبق عليهم؟
مشكلة ما يعرف بقرية الغجر ليس حلها سهلاً على الإطلاق، ولكن إذا صدقت المعلومات أن العمل جارٍ لحلّ كل ما تبقى من مشكلات حدودية بين لبنان وإسرائيل ومن ضمنها تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة، فستكون قضية الغجر تفصيلاً صغيراً في ملف كبير هدفه النهائي تعطيل سلاح حزب الله حيث هو.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |