اجتماع اللجنة الخماسية نهاية الأسبوع.. وقطر ستطرح جدياً اسم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية
المحاولات القطرية ليس جديدة، منذ مساعيها لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006، إلى رعاية مؤتمر الحوار اللبناني بعد أحداث أيار 2008، وصولاً إلى الدور الذي لعبته بالمساهمة في وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وسط رغبة قطرية بالاستثمار بالبلوكات النفطية اللبنانية.
كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:
تبدو الحماسة القطرية للملف اللبناني ملفتة، وإن لم تكن غريبة على الدوحة، التي كانت في أكثر من استحقاق هي القادرة على اجتراح الحلول المستعصية للاستحقاقات اللبنانية.
فالمحاولات القطرية ليس جديدة، منذ مساعيها لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006، إلى رعاية مؤتمر الحوار اللبناني بعد أحداث أيار 2008، وصولاً إلى الدور الذي لعبته بالمساهمة في وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وسط رغبة قطرية بالاستثمار بالبلوكات النفطية اللبنانية.
قد تملك هذه الدولة الخليجية أكثر من ميزة تجعلها قادرة على جمع الأضداد اللبنانية، وإيجاد القواسم المشتركة بينهم للخروج بحلول ولو لم تكن مستدامة.
تنطلق قطر من عدة مقومات في بحثها عن دور أوسع في لبنان، أبرزها الرضا السعودي والتنسيق مع فرنسا والرعاية الأميركية، بطبيعة الحال. والأهم أن قطر ورغم الاختلاف مع حزب الله على الملف السوري خصوصاً، أبقت قنوات التواصل بينهما قائمة.
تحرك الدوحة بدأ من الجولات المكوكية على المسؤولين اللبنانيين، إن عبر زيارة وزير خارجيتها، أو الوفد الذي ضم شخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية رفيعة، ولم يعد خافياً على أحد أن قطر تدعم خيار انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية، بوصفه مرشح تسوية بين الأطراف المحلية والإقليمية، ويرى البعض أن هذا الدعم تجلى تحديداً من خلال الدعم المالي المقدم للجيش. والمهمة المقبلة للدوحة هي إقناع اللجنة الخماسية التي تجتمع في دارها، بهذا الخيار.
وفي هذا الإطار، يكشف النائب نبيل بدر لـ “هنا لبنان” أن “اجتماع اللجنة الخماسية سيحصل في 16 و17 حزيران في الدوحة، وسيشارك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بالاجتماع قبل زيارته المرتقبة للبنان. والجديد، بحسب بدر هو “الإتفاق على الخروج باسم مرشح، لتسويقه على الأفرقاء اللبنانيين. وإذا لم يحصل ذلك، فإننا ذاهبون إلى مرحلة أبعد، حيث تصبح عملية انتخاب رئيس للجمهورية رهن تقاطع أميركي إيراني.
ويشرح بدر أن “الإيرانيين أعطوا القطريين فرصة الاتفاق على اسم لطرحه في مرحلة لاحقة على الأميركيين، مشيراً إلى محاولة توحيد الجهود والمساعي الفرنسية والقطرية من خلال اجتماع اللجنة الخماسية، حيث سيدلي كل فريق بدلوه، لتبدأ مرحلة مناقشة الأسماء، ومن يملك الحظوظ الأقوى وفرصة الإجماع والتوافق حوله”.
ويرى أنه لم يعد من المقبول لدى هذه الدول أن يعود موفدوها بجولات جديدة، ثانية وثالثة والدوران في حلقة مفرغة، لبلورة اسم مرشح.
وبحسب بدر فإن “اللجنة الخماسية ستطرح أسماء مرشحين، والأرجح الاتفاق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، خصوصاً أن قطر كانت قد لمست خلال جولات موفديها تقاطع العديد من الأفرقاء على اسم قائد الجيش وعدم وضع أي فيتو، باستثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
أما الثنائي، فأدرك أن لا قدرة له على إيصال مرشحه الذي تراجعت حظوظه بعد الجلسة الانتخابية الأخيرة، وظهر الحجم الحقيقي له وقدرة تحالفات الثنائي، رغم الجهد الذي قاما به، لحشد التأييد للوزير السابق سليمان فرنجية، وفي أي جلسة قادمة من المتوقع تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها.
ويختم بدر أنّ “الموضوع ليس لبنانياً لبنانياً بل أميركي إيراني، متحدثاً عن احتمال حصول اتفاقات بين إيران واميركا، كتحرير المليارات الإيرانية المحجوزة في العراق وكوريا، ومن هذا المدخل سيمر الاستحقاق الرئاسي، فإيران ستبحث عن ثمن من خلال السماح بالتوافق في لبنان، لتحسين شروط تفاوضها.
فيما تؤكد أوساط دبلوماسية مواكبة للإستحقاق الرئاسي لموقع “هنا لبنان” أن الفرنسيين طلبوا من القطريين التروّي قبل الإعلان عن التوافق على اسم أي مرشح، لأنهم يحتاجون إلى وقت أطول لاستكمال اتصالاتهم، من خلال جولة المباحثات الثانية للموفد الفرنسي جان إيف لودريان ، لا سيّما أن المبادرة القطرية تقوم على مرشح ثالث، وفرنسا لم تحسم قرارها بشأنه بدون التوصل إلى توافق داخلي لبناني عليه.
وتؤكد الأوساط أن “الهدف من الإجتماع الدفع نحو مرشّح تسوية، واستحالة وصول فرنجية وأزعور هي التي يدفع القطريين للتعجيل بالوصول إلى مرشّح تسوية” وتشير إلى أنّ “الدوحة قادرة على القيام بدور في حل الازمة اللبنانية لما تملكه من رصيد من العلاقات المميزة مع جميع أطراف الأزمة، خصوصاً مع إصرار كل طرف من الأطراف اللبنانية على موقفه من رئاسة الجمهورية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
المحكمة العسكرية ضحية “الكيدية” | مسؤولون لبنانيون للوفود الديبلوماسية: الأولوية للترسيم البري بدل الالتهاء بالقرار 1701 | أونصات مزورة في السوق اللبناني… والقضاء يتحرك |