الذكاء الاصطناعي لا يمكن ان يحلّ مكان الصحافيين… جدل تحسمه “غوغل”
يجري عملاق التكنولوجيا “غوغل” مباحثات مع المؤسسات الصحفية ودور النشر، بهدف تطوير أدوات للذكاء الاصناعي بما يصل لمرحلة آتمتة إنتاج بعض المحتوى الإعلامي.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست بدأت غوغل بعرض بعض الأدوات لمؤسسات إعلامية، تقوم بهمام “جمع المعلومات، وكتابة مسودة لقصة إخبارية” وإنتاج نسخ إضافية “للنشر على شبكات التواصل الاجتماعي”.
وتأتي هذه التحركات من غوغل في الوقت الذي دخلت أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي تنافسا محموما لإيجاد روبوتات للدردشة قادرة على إنتاج نصوص مكتوبة، مثل “تشات جي بي تي”.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض دور النشر بدأت بالفعل في استخدامات أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع قدرتها على كتابة الكثير من المحتوى بسرعة، الامر الذي أثار القلق والغضب في أوساط الصحفيين والمحررين.
ولكن حتى الآن لا تزال أدوات الذكاء الاصطناعي تنتج نصوصا خاطئة على أنها حقيقية، وهو أمر يؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي أنه جزء متأصل في عمل التكنولوجيا، الأمر الذي يثير الشكوك بشأن إمكانية الوثوق بكتابة القصص الإخبارية.
أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا، في بيركلي، وعضو في مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لها، هاني فريد، قال للصحيفة “إن إطلاق العنان لنماذج الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة النقدية.. يبدو سابقا لأوانه”.
المتحدثة باسم غوغل، جين كريدر، كشفت أن أدوات غوغل يمكنها توفير “خيارات مختلفة للعناوين وأنماط الكتابة، بهدف تسريع وتحسين طريقة عمل الصحفيين”.
وأكدت أن “هدف غوغل منح الصحفيين خيار استخدام هذه التقنيات الناشئة بطريقة تعزز عملهم وإنتاجيتهم.. ولا يمكن لهذه الأدوات أن تحل مكان الصحفيين في إعداد التقارير والمقالات والتحقق من المعلومات”.
وسط مخاوف يثيرها البعض بشأن برامج الذكاء الاصطناعي، ألقت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الضوء على تأثير استخدام التكنولوجيا على العمل، ووجدت أنها زادت من إنتاجية الأشخاص المكلفين بمهام مثل كتابة الخطابات، ورسائل البريد الإلكتروني، وتحليلات مالية.
وأكد خبراء في التكنولوجيا، تحدثوا لموقع “الحرة”، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي “تفتقر إلى الإبداع والذكاء العاطفي” وغيرها من الأمور التي لن تمكنه من الحلول مكان البشر في بعض المهن والقرارات.
وضاعف ممثلو الأمم المتحدة، وكذلك القادة والخبراء مؤخرا، الدعوات لوضع لوائح حتى لا تعرّض هذه التقنيات الجديدة البشرية للخطر.
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤخرا، بالتوافق، قرارا يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير وقائية ورقابية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وفق وكالة فرانس برس.
ويحث القرار على تعزيز “شفافية” أنظمة الذكاء الاصطناعي، وضمان أن البيانات المخصصة لهذه التكنولوجيا “تجمع وتستخدم ويتم تشاركها وتخزينها وحذفها” بطرق تتوافق مع حقوق الإنسان.
وحض جيفري هينتون، الذي يوصف بأنه “عراب الذكاء الاصطناعي”، في يونيو، الحكومات على التدخل لضمان ألا تسيطر الآلات على المجتمع.
وكان هينتون تصدر العناوين، في مايو، عندما أعلن استقالته من غوغل بعد عقد على انضمامه إليها، للتحدث بحرّية أكبر عن مخاطر الذكاء الاصطناعي عقب فترة وجيزة من إطلاق برنامج الدردشة “تشات جي بي تي” الذي أسر مخيلة العالم.
وقال هينتون: “قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء منا، أرى أنه ينبغي تشجيع الأشخاص الذين يطورونه على بذل الكثير من الجهد لفهم كيف يمكن أن يحاول سلبنا السيطرة”.
وأضاف: “الآن هناك 99 شخصا يتمتعون بذكاء كبير يحاولون جعل الذكاء الاصطناعي أفضل، وشخص واحد ذكي جدا يحاول معرفة كيفية منعه من تولي السيطرة، وربما عليكم أن تكونوا أكثر توازنا”.
الحرة