سعد الحريري: أنا أغرّد إذاً أنا موجود
تشمل تغريدات شيخنا الفتى بيانات تكذيب يصدرها مكتبه الإعلامي، وأخبار مقتضبة عن لقاءاته مع قياصرة وأباطرة
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
منذ انسحاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ومعه “تيّار المستقبل” من الحياة السياسية قبل انتخابات العام 2002، غاب بشكل شبه كامل عن السمع وعن السيلفي وعن الإعلام وانحصر نشاطه بنشر تغريدات على حسابه تويتر يمكن إدراجها تحت ثلاثة عناوين كبرى:
• ” تهاني وتعازي”
• # لن ننسى
• أعيادنا الحلوة.
تحت العنوان الأول يبدو جليّاً متابعة زعيم السنّة الأوّل في لبنان لمنجزات النادي الرياضي لبنانياً وآسيويا ومواكبته لاستحقاقات منتخب الأرز لكرة السلة بعبارات بسيطة وصادقة مثل “مبروك يا أبطال بانتظار الكأس”.
لكل إنجاز تهنئة.
من غربته القسرية هنأ فرقة الميّاس ووصف راقصيها بـ “أجمل الناس”. مروحة التهاني واسعة من “مبروك إعادة إنتخاب أردوغان” إلى “مبروك إنتخابات رابطة العائلات البيروتية”.
كما يرصد الرئيس الحريري أو أحد معاونيه الأيام العالمية، فيغرد في اليوم العالمي للتوحد، واليوم العالمي لحقوق الإنسان وفي اليوم العالمي للمرأة واليوم العالمي للعدالة الإجتماعية وفي عيد العمال العالمي…
وكأي نائب إجتماعي، سابقاً كان أو حالياً، يقف الحريري إلى جانب ذوي الفقداء الأعزاء، ولو إفتراضياً. لا يفوته شيء من اللياقة الإجتماعية. يعزي ويواسي ويعرب عن أصدق مشاعره.
ضمن العنوان الثاني يندرج استذكار الشيخ سعد لرفاقه شهداء 14 آذار. لم تُنسِه الغربة القاسية في أبو ظبي من ماتوا لأجل لبنان. لكن هل يكفي استذكارهم دون أي جهد أو ضغط لكشف هوية قاتليهم وسوقهم إلى العدالة؟
وما يظهر في باقة التغريدات المندرجة تحت العنوان الثالث، أنّ رئيس الحكومة السابق حريص أشد الحرص على تهنئة المسلمين والمسيحيين في أعيادهم. حتى أنّ تنصيب تيمور إبن الصديق وليد جنبلاط على رأس الحزب التقدمي الإشتراكي يندرج تحت خانة الأعياد الدينية/ الوطنية. 25 حزيران عيد ثانٍ لطائفة الموحدين الدروز بدءاً من العام المقبل. وهناك طبعاً الأعياد الوطنية مثل عيد تأسيس الدرك ( 1861) وعيد الإستقلال، وعيد الجيش. وإلى الأعياد هناك أيام سود كـ 7 أيار يستذكرها الرئيس الحريري.
وتشمل تغريدات شيخنا الفتى بيانات تكذيب يصدرها مكتبه الإعلامي، وأخبار مقتضبة عن لقاءاته مع قياصرة وأباطرة كرجب طيب أردوغان واللواء عباس ابراهيم وغيرهما.
مليون و900 ألف متابع على صفحة الرئيس الحريري على تويتر اكتووا بالشوق لمعرفة أخباره. “ويش مسوّى بأبو ظبي”، كيف تسير أعماله واستثماراته؟ هل رسمل من جديد وأعاد تكوين ثروته؟
مليون و900 ألف متابع مهتمون بمعرفة رأيه، كمسؤول سابق، بأغنية “شمس الغنية” الجديدة.
وما ينقص المليون و900 ألف متابع، وما ينغّص أيامهم، أنهم يتوقعون صباح كل يوم أن يقرأوا Good morning lovers . على هذا الأمل نعيش.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |