“إعلانات تروّج لبيع الأطفال” … فهل تتحرك القوى الأمنيّة؟

إحدى الصفحات الوهمية عبر “فيسبوك”، التي استخدمت زوراً اسم خادم جمعية سعادة السماء الأب مجدي علاوي، قد وضعت إعلانات تروّج لبيع الأطفال بمبالغ تتراوح بين 500 و1700 دولار

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
“بيزنس افتراضي” يثير القلق في لبنان، أما من يقوده فهم مجموعة من الأشخاص الذين يتاجرون بالأطفال والرضع، دون أيّ رادع إنساني.

تفاصيل هذا الـ”بيزنس”، تعود إلى منشورات لبيع الأطفال والرضع انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار المخاوف لدى العديد من العائلات.

وكانت إحدى الصفحات الوهمية عبر “فيسبوك”، التي استخدمت زوراً اسم خادم جمعية سعادة السماء الأب مجدي علاوي، قد وضعت إعلانات تروّج لبيع الأطفال بمبالغ تتراوح بين 500 و1700 دولار، مع الإشارة إلى أنّ هذه المبالغ قابلة للزيادة وفق العائلة المتبنية.

في هذا السياق يؤكد الأب مجدي علاوي لـ “هنا لبنان” أنّ “هناك بعض الأشخاص الذين تجرّدوا من دينهم وضمائرهم وأخلاقهم فقاموا بإنشاء صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي بإسمي تروّج لبيع أطفال من جمعية سعادة السماء”.

ويضيف: “هؤلاء لن يهربوا من حكم الرب وحكم القانون الذي يجرّم هذه الأفعال، ولا أحد بإمكانه تبنّي الأطفال من خلال جمعيتنا إلا عبر قاضي الأحداث الذي يدرس طلب الأهل ويتحقّق من وضعهم ومن أهليتهم وقدرتهم على التبني وتحمل مسؤولية الأطفال، وعملية التبنّي تتمّ بدون مقابل مادي خلافاً لما يتمّ الترويج له”.

وكشف علاوي عن إيصالات دفع وعن رسائل صوتية لضحايا وقعوا في فخّ هذه العصابات، وهؤلاء قد تواصلوا معه ليبلغوه بما تعرّضوا له وكيف تمّ التفاوض معهم على تسعير الأطفال واستلامهم.

كما يؤكد علاوي لموقعنا أنّ شخصاً أبلغه عن منتحل صفة رجل دين تواصل معه عبر الفيسبوك وفاوضه على سعر طفل بـ 1500 دولاراً قبل أن يطلب منه 1800 دولار، وعندما طلب منه صورة الطفل أرسل له صورة وهمية من الإنترنت.

ومن بين الرسائل التي وصلت إلى الأب علاوي من الضحايا كانت من سيدة تمّ الاتصال بها من قبل شخص ادّعى أنّه يعمل في جمعية سعادة السماء وأخذ منها كلّ المعلومات الشخصية كي تتمكن من تبنّي توأمين، طالباً منها تحويل المبلغ المتفّق عليه قبل استلام الطفلين.
وبعد تحويل المبلغ عبر إحدى شركات تحويل الأموال أقفل المجرم خطّه وانقطع الإتصال به.

وطلب علاوي من العائلات “عدم الإنجرار وراء أصحاب هذه الصفحات الوهمية وعدم إرسال أيّ مبالغ مالية لهم، لأن ذلك سيعرضهم للمساءلة والمحاسبة أمام القضاء. كما طلب من جميع اللبنانيين تبليغ القوى الأمنية عند مشاهدة أيّ إعلانات مشابهة، وتمنّى على النيابة العامة الإسراع في التحقيقات لتوقيف هذه العصابة التي تنشط شرق البلاد، مؤكداً أنّ هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها”.

من جهته، يؤكد مصدر أمني لموقعنا أنّ “القوى الأمنية على جهوزية تامة وهي مستعدة للتحرك وتوقيف المتورطين في هذه القضية، إلا أننا ننتظر النيابة العامة لإنهاء التحقيقات والحصول على إذن القضاء المختص”.

ويشدّد المصدر الأمني على أنّ “الإفلات من العقاب أسهم بشكل مباشر في تنامي ظاهرة المتاجرة بالأطفال”، موضحاً أنّ القضاء عادة ما يسلّط أخفّ العقوبات على مرتكبي هذا النوع من الجرائم، آملاً أن ينالوا هذه المرة أشدّ العقوبات.

مواضيع مماثلة للكاتب:

تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار

بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟

قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701!