الكحالة عاشت ليلاً متوتراً.. شبح الحرب يخيّم لبنانياً؟!

لا تزال الأجواء مشحونة في الكحالة بعد ليلة متوترة، عبّر فيها الأهالي عن غضبهم ورفضهم لاستباحة السيادة اللبنانية..


كادت الكحالة أن تنفجر ليلاً، وذلك بعد انقلاب شاحنة تابعة لـ”حزب الله” على الطريق باتجّاه بيروت.

حادث كان يفترض أن يكون عادياً، انقلب إلى إطلاق نار وسقوط قتيلين، وسط معلومات تقول إنّ الشاحنات كانت محمّلة بصناديق الأسلحة.

وادّعى الحزب في بيان، أنّ مسلحين أطلقوا النار باتجاه شاحنة تابعة له انقلبت في الكحالة، مما أسفر عن مقتل أحد المكلفين بحمايتها.

أما حزب القوات اللبنانية، فقال إنّ مجموعة مسلحة كانت ترافق شاحنة يعتقد أنها تحمل سلاحا أطلقت النار باتجاه مواطنين من الكحالة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد طلب بالإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل، مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع، وأكد أن الجيش مستمر في جهوده لمنع تطور الأمور بشكل سلبي، ودعا إلى الهدوء وانتظار نتائج التحقيق في الحادث.

 

غضب بين الأهالي

أثارت الحادثة غضباً وسط أهالي الكحالة، فيما حضر الجيش فوراً إلى المكان، وضرب طوقاً أمنياً.

إلى ذلك أصرّ أهالي الكّحالة على إبقاء قطع الطريق بالاتجاهين، في حين جرى إفراغ الشاحنة من حمولتها من قبل الجيش اللبناني.

وجرت محاولات لنقل الشاحنة من المكان وهذا ما أدّى إلى تدافع بين الأهالي وعناصر الجيش اللبناني وفق ما كشف مراسل “هنا لبنان”.

وردّ أهالي الكحالة على بيان “حزب الله” المتعلّق الحادثة بالقول: “أنتم الميليشيا وليس نحن”.

وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، لـ”هنا لبنان” أنّ “الدولة مطالبة اليوم بفرض سطوتها”، وسأل: “هل يمكن أن يبقى الوضع هكذا وأن يتم نقل الأسلحة؟!”.

وأوضح متّى أنّ “الكميون قد انقلب والشباب اندفعوا لمساعدة السائق، فتمّ إطلاق النار عليهم”.

وتأسف متّى على استباحة هيبة الجيش اللبناني.

من جهته اعتبر أمين عام حزب الكتائب ‎سيرج داغر، أنّ “الشاحنة موجودة السلاح موجود وكل هذا برهن قيادة الجيش”.

وشدّد على أنّ “ما حصل في الكحالة كان على مرأى الجميع”.

وأوضح رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض لـ”هنا لبنان” أنّ “ما يحصل اليوم يشبه طمس الجورة يوم جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فالحزب يستفزّ الناس ويجرّنا إلى حرب لا نريدها والمشهد اليوم مخيف جداً فالحزب دخل إلى قرية مسالمة ”.

أما النائب مارك ضو اعتبر من جهته لـ”هنا لبنان” أنّ “المطلوب اليوم هو تحقيق من قبل المحكمة العسكرية”.

وتابع: “هل يجب أن نعلّم الدولة واجباتها؟ لا رأي بالموضوع نريد القانون والحق ونقطة على السطر”.

ردود فعل

توالت ردود الفعل على حادثة الكحالة، إذ اعتبر النائب نديم الجميّل أنّ “ما قام به الجيش اليوم جريمة بحق الدولة وسيادتها وكرامتها، جريمة بحق الكحالة وكل لبنان”، مطالباً: |الجيش بتحمل مسؤولياته أو التخلّي عنها كاملةً…”.

فيما رأى النائب الياس حنكش للـ”mtv”، أنّ “الكيل طفح ولا يجب على القوى الأمنية أن تكون شاهدة فقط في الكحالة ولا يمكن قلب الصفحة وهناك أرباب للإجرام والسلاح المتفلت”.

و سأل رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض: “ماذا يريد ‫حزب الله‬ بعد؟ وما هو المدى الذي سيبلغه بفائض القوة لا بل بفائض الاستقواء؟ شاحنة نجهل حمولتها، يواكبها ويحميها مسلحون من حزب الله في منطقة آمنة كَالكحالة‬. أين الدولة؟ أين المؤسسات والأجهزة الأمنية؟”.
وتابع: “المطلوب من القضاء والأجهزة المعنية توقيف كلّ المتورطين في هذه الجريمة الواضحة وإنزال أشد العقوبات بهم”.

وختم: “تحية لروح الشهيد ‫فادي بجاني‬، الضحية الجديدة للسلاح الميليشياوي. وكلّ التعازي لعائلته وللكحالة التي لم ولن تركع”

وقالت عضو “تكتل الجمهورية القوية”، النائب غادة أيوب عبر حسابها على “X”: “ماذا ننتظر من دولة يغيب فيها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية عن موقع الجريمة التي سقط فيها مواطن امام الكنيسة على كوع الكحاله بسلاح غير شرعي حماية لسلاح غير شرعي، ولا يقوم بدوره بفتح تحقيق قضائي جدّي ويضبط الأدلة بل ينتظر طمس الحقيقة واخفاء الادلة حماية للدويلة؟!”.

فيما اعتبر النائب راجي السعد أن ما جرى في الكحالة غير مقبول على الاطلاق.

وقال عبر منصّة “X”: “شاحنات السلاح بين المدنيين والبلدات الآمنة مرفوضة. نكرر التزامنا بمطلب اقرار الاستراتيجية الدفاعية لحصر السلطة بيد الجيش اللبناني. الرحمة لروح فادي بجاني شهيد الكحالة والوطن والتعازي لذويه”.

وطالب السعد بتحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين.

كما ناشد الجميع للتعاطي بحكمة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث الخطرة وتوريط البلد في ما لا تحمد عقباه لا سمح الله.

وختم: “في هذا الإطار كنا نربأ بحزب الله أن يصدر بياناً كالذي أصدره ويحاول فيه تحويل أهل الكحالة الضحايا إلى جناة في حين أنه يغطي الجناة والمعتدين على أمن الكحالة وأبنائها”.

في السياق نفسه سأل  النائب جورج عقيص عبر منصة “X”: “ما بتستاهل الكحالة توقف ع خاطر أهلها وشهيدها يا وطن؟ ليش مصرّ تشيل الآلية الليلة يا وطن؟ في حدا عم يدعس ع رقابنا وكرامتنا، منتبهلو يا وطن؟ أو انت وطن بس علينا يا وطن؟”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us