٩٥ ٪… ونصّ
كتب داني حداد في موقع mtv:
يقنعني وزير الداخليّة والبلديّات العميد محمد فهمي. قد يكون الرجل، في بلدٍ مثل لبنان وفي ظلّ ظروفه الحاليّة، مكبّلاً وعليه أن يجيد السير بين الألغام، وقد أصابت شظايا بعضها الوزير الآتي من ترفّع العسكر الى وساخة السياسة، وبعض السياسيّين. ولكنّه يبقى مقنعاً، نظيفاً، ولا يشبه بعض من يجالسهم، مضطرّاً، من أهل السياسة.
وتكاد لا تخلو إطلالة تلفزيونيّة لفهمي من عبارةٍ تثير الجدل، ولو أن خلفيّة كلامه طيبةُ قلبٍ وافتقاد لخبثٍ يملكه السياسيّون غالباً.
كانت عبارة – الحلقة في “صار الوقت” أمس “٩٥ ٪ من القضاة فاسدين”، فغضب الكثير من القضاة وتضامن معهم بعض المحامين، وكان هجومٌ على الوزير فهمي.
نعم، ٩٥ في المئة من قضاة لبنان فاسدين. منهم الفاسد الكبير ومنهم الصغير. منهم من يتقاضى رشوةً ومنهم من يسكت عن ظلمٍ وعن فساد.
القاضي الذي يردّ على اتصالٍ من ضابطٍ ومستشارٍ ونائبٍ ووزيرٍ ورئيسٍ هو فاسد.
القاضي الذي يطلب مرافقين أكثر ممّا يحقّ له قانوناً هو فاسد.
القاضي الذي لا يملك إجابةً على سؤال “من أين لك هذا؟” هو فاسد.
القاضي الذي يتخطّى القانون، ويطلّ عبر الشاشات من دون إذنٍ مسبق، ويغرّد ويطلق مواقف سياسيّة ويروّج لنفسه هو فاسد.
القاضي الذي يجلس منتظراً موعداً مع زعيمٍ ورئيس حزب بحثاً عن تعيينٍ وترقية هو فاسد.
عذراً من مجلس القضاء الأعلى الذي استنكر كلام الوزير. لو كان القضاء اللبناني أقلّ فساداً لما وصلنا الى ما نحن عليه. لو كان اختار القضاء التحرّك والضغط على السلطة السياسيّة بدل الخنوع لها والصمت حيال تجميد التشكيلات القضائيّة منذ أشهر لكنّا في حالٍ أفضل. وماذا عن صمت القضاء على حال قصور العدل المزري، وعن الملفات المتراكمة منذ سنوات، وعن الروايات عمّا يحصل في مكاتب بعض القضاة من أمورٍ مخجلة… “٩٥ ٪ ونصّ”.