قطاع تأجير السيارات يزدهر ويتحدّى القانون .. لا لوحات خضراء؟!
هناك استغلال في رفع أسعار تأجير السيارات، وذلك لأنّ الطلب أكثر من العرض، فالسيارة التي تؤجّر بـ 30 دولارًا أقوم بتسعيرها بـ50 دولاراً على الأقل، وهذا ما يُمكن اعتباره “سوق سوداء” هذا المجال..
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
يعيش لبنان صيفًا “منتعشًا”، فالموسم السياحي “المميّز” انعكس “ازدهارًا” على العديد من القطاعات، من المطاعم والفنادق والمنتجعات إلى قطاع تأجير السيارات الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من قِبل المغتربين والسيّاح، ما جعل هذا السوق “للجميع وليس فقط لمكاتب تأجير السيارات”، كما يقول مروان، صاحب إحدى مكاتب التأجير.
“كلّ سيّاراتنا محجوزة حتى أيلول، وكل من يملك أكثر من سيارة في بيته دخل هذا السوق، فلا يهُم إن كان معلّم أو “دكّنجي” أو “ابن دولة”.. فحتّى معارض السيارات تقوم بتأجير السيارات التي تعرضها للبيع”، يضيف مروان لـ”هنا لبنان”، كما لم تعُدّ “اللوحة الخضراء علامة فارقة، ولم نعُد نرى هذه اللوحات بكثرة على الطرقات، وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تدنّي نسبة “سيّارات الإيجار” عن السابق، فقبل أزمة البلاد في العام 2019 كان في لبنان أكثر من 20 ألف سيارة للإيجار، أمّا اليوم فالعدد لا يتجاوز الـ 10 آلاف سيارة، إضافةً إلى تهرّب بعض أصحاب المكاتب من بعض الشروط، وأهمّها تبديل السيارة كلّ ثلاث سنوات، وأن تكون ذات نَوْع حديث”.
ويوضح مروان أنّ “شركات تأجير السيارات تحتاج لتأمين tourists، وأن تحمي السائح والمغترب، وما يحصل هو تعدٍّ على السوق من قِبل أشخاص لا تتوفر لديهم الشروط المطلوبة، لذلك يجب أن تتبّع الدولة آليّة لتنظيم هذا القطاع”.
وعن الازدهار غير المسبوق لهذا القطاع، يلفت إلى أنّ “الذين يقبلون على استئجار السيارات هم بغالبتهم مغتربين يليهم بعض العرب والأجانب، وبالنسبة للمغترب فإنّ شراء سيارة بات أمراً مكلفاً، كما أنّ التسجيل متوقّف، ما يدفع به نحو الاستئجار، فكلفة التأجير لن تتجاوز الألف دولار، فيما كلفة شراء السيارات الحديثة الصنع تبدأ من العشرين ألف دولار”.
أمّا كلفة إيجار السيارة في لبنان، فتتراوح اليوم بين 25 و70 دولاراً للسيارات الصغيرة، في حين يصل إيجار السيارات الكبيرة إلى 200 دولار، بحسب مروان، مؤكّدًا أنّ “الأرباح تتخطّى الـ 2000 دولار في كل سيارة، لكن في المقابل هناك ارتفاع في كلفة الصيانة”.
ولأنّ السوق “ماشي” بقوّة، كما يقول، دخل الشاب عيسى على خطّ تأجير السيارات، إذ يؤكّد لـ”هنا لبنان” أنّ الطلب على السيّارات كبير وهو مجال يدرّ الكثير من الأموال، فأنا أستاذ ثانوي وأملك سيارتين أقوم بتأجيرهما، وأحقّف أرباحًا خلال يومين تساوي راتبي لشهر كامل كأستاذ”.
ولا يخفي عيسى أنّ هناك استغلالًا في رفع الأسعار، وذلك لأنّ “الطلب أكثر من العرض، فالسيارة التي تؤجّر بـ 30 دولارًا أقوم بتسعيرها بـ50 دولاراً على الأقل، وهذا ما يُمكن اعتباره “سوق سوداء” هذا المجال”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |