لبنان عاد إلى “العهد الظلامي” قولاً وفعلاً.. وميقاتي يتعهدّ بـ”الفرج”!

“مغارة علي بابا” أو كما نعرفها لبنانياً “مؤسّسة كهرباء لبنان” أعلنت أمس توقّف معملي دير عمار والزهراني عن العمل، نتيجة عدم تسديد مستحقات الشركة المشغلة برايم ساوث، بالعملة الأجنبية. مشيرة إلى أنّ “هذا الوضع من شأنه أن يؤدّي إلى توقّف القدرة الإنتاجية وانفصال الشبكة الكهربائية كليًّا وانعدام التغذية الكهربائية للمشتركين”.

بيان كهرباء لبنان

هذا القطاع الذي كلّف الدولة مليارات الدولارات ما زال حتّى اليوم بلا رؤية واضحة، فقد أظهر مؤخّراً تقرير التدقيق الجنائي أنّ 24 مليار دولار من أموال المودعين قد صرفت على وزارة الطاقة.

 

من يتحمّل المسؤولية؟

المسؤولية حتماً لا تقع على وزير بمفرده بل على جميع من تعاقبوا بالنهب والسرقة على هذه الوزارة، مع أنّ المسؤولية الأكبر يتحمّلها التيار البرتقالي الذي تعاقب وزراؤه على المنصب منذ العام 2009 حين أصرَّ الرئيس السابق للجمهورية ومؤسّس التيار الوطني الحرّ ميشال عون على توزير صهره جبران باسيل الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات النيابية في ذلك الحين طالباً له وزارة الاتّصالات، ما رفضه رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري فتمسّك باسيل بوزارة الطاقة وتوالى عليها الوزراء البرتقاليون منذ العام 2009 وحتّى اليوم، حيث كانت أهمّ إنجازاتهم السّدود الفارغة، والبواخر التي وللمفارقة قال عنها الوزير السابق جبران باسيل في مقابلة تلفزيونيّة في شباط 2010 إنّها “كذبة على الشعب اللبناني”، ثمّ وخلال أربعة أشهر فقط بات يرى فيها الحلّ الوحيد لسدّ النقص!

 

برايم ساوث

شركة “برايم ساوث” Primesouth المتعهّدة تشغيل وصيانة معملي الزهراني وديرعمار، والتي أعلنت بالأمس إعادة تسليم المعملين لكهرباء لعدم تسديد مستحقاتها، كانت قد وافقت سابقاً على تجديد عقدها رغم مستحقّات الدولة المتراكمة لها وغياب أي آلية واضحة لكيفية الدفع، وذلك تسييراً للمرفق العام.

وقد أصدرت الشركة اليوم بياناً تعتذر فيه من الشعب اللبناني عن تبعات قرارها.

 

اتصل بعدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالرئيس التنفيذي لـ”برايم ساوث” وتعهد بدفع جزء من مستحقاتها بقيمة ٧ مليون دولار مقابل تشغيل فوري للمعامل وبدأت الشركة بتشغيل المعملين ما سيوفر الكهرباء بعد 3 ساعات.

 

المطار بلا كهرباء

وكان قد توجّه وزير الأشغال والنقل علي حمية أمس إثر توقف المعملين ما أدّى إلى انقطاع الكهرباء عن مطار بيروت، إلى المعنيين بالقول: “على المعنيين أن يدركوا أنّ المطار ومرفأ بيروت هما خطان أحمران ويجب تزويدهما بالكهرباء تحت أي ظرف كان”، مشيراً إلى أنّ “الخطة البديلة التي اعتمدناها مساء اليوم وتقوم على المولّدات هي خطة طوارئ وليست حلًّا مستدامًا”.

ومن جهته قال مدير مطار بيروت الدولي فادي الحسن أنّ المطار سيعمل بناء على خطة الطوارئ، شارحًا أنّ “هناك 4 مولّدات تُزوّد المطار بالتيار ستعمل 24/24 في غياب الكهرباء لتأمين استمرارية هذا المرفق”.

كما حذّر الحسن من “استمرار انقطاع التيار الكهربائي لما يشكّل من خطورة خصوصًا أن لا قدرة للمولدات على العمل لأيام وعلى مدار الـ24 ساعة”. وأضاف: “ما يحصل ليس منطقيًّا وليس أيضًا أمراً سليمًا فلا مطار في العالم “بيمشي بس عالمولّدات”.

 

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us