عن حكمة الجيش في الكحالة.. لا ترشقوا العسكر بحجارة التسرع!
الجيش الذي فتح تحقيقاً شاملاً في حادثة الكحالة، لن يقول إلّا الحقيقة، والتحقيق بحوزته إن دلّ على شيء، فهو على الشفافية، فهذه المؤسسة لا تعرف إلّا ثلاث كلمات: “شرف – تضحية – وفاء”!
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
في حادثة الكحالة كما في غيرها من الحوادث، كان الجيش حريصًا على الوطن والمواطن، ولولا التعاطي الحكيم من قِبل هذه المؤسسة الصامدة وسط فراغ وعجز وانقسام باقي مؤسسات الدولة، لربّما كنّا سنعود سنوات إلى الوراء، إلى المحطّات الدامية التي لا يذهب ضحيّتها سوى المواطنين، من كافّة الطوائف والمناطق.. و”الأكواع”.
الجيش كان حريصًا أيضًا على نقل الصورة من الكحالة كما هي، فهو لم ينفِ وجود ذخائر وأسلحة، كما أنّه لم يغطِّ أي جهة سياسية كانت أم حزبيّة، وهذا الجيش افتتح تحقيقاته بمناقبية، فاستدعى من تواجدوا في موقع الحادثة ومن أظهرتهم أشرطة كاميرات المراقبة.
ولأنّ المؤسسة العسكرية لا تتعاطى باستنسابية، فهي وقبل استدعاء 4 أشخاص من أهالي الكحالة، حقّقت مع 4 عناصر من “حزب الله” كانوا مع فريق المواكبة للشاحنة وفي وسط الحادثة.
ومع أنّ الحوادث المرورية تندرج ضمن المسؤولية الموكلة لعناصر قوى الأمن الداخلي، غير أنّ قيادة الجيش وقت الحادثة، تداركت سريعًا خطورة ما قد يحدث في منطقة بمعظمها معارضة للحزب، ولوجوده، ولسلاحه، فسارعت إلى إرسال وحداتها إلى أرض الكحالة، وهناك ومع الأجواء المشحونة تعرّض للجيش للاستفزاز والإهانات، غير أنّ الضباط والعناصر كانوا على درجة كبيرة من الوعي، فتفهموا الموقف وتجاهلوا أيّ هجوم لفظي يطالهم، فيما كان همّهم الأساسي ضبط الأجواء وعدم تفلّتها أو انتقالها إلى مناطق أخرى.
كذلك، منع الجيش بحكمته المعهودة الشبان من إفراغ الشاحنة وتكسيرها، وأرجئ نقلها حتى ساعات الصباح الأولى، متجنباً تحدّي الأهالي أو مفاقمة حالة الشغب.
حرص الجيش على عدم اقتراب المواطنين من الشاحنة، لا يعود لسبب متعلّق بالحزب، ولا حتى بالحكومة، وإنّما خوفاً ولتجنّب كوارث قد تقع في حال وقعت هذه الأسلحة في يد الشعب.
وجع الكحالة، لا مزايدة عليه، ولا يمكن لوم المنطقة التي قدّمت شهيداً، ولكن لا بد من انتقاد بعض السهام الحزبية والنيابية التي تُصوّب على المؤسسة العسكرية، خوفاً من وصول قائدها إلى قصر بعبدا.
فهذه الجهات لا يهمها الانهيار الذي وصلنا إليها، وتتجاهل – عمداً – أنّ الجيش هو الجهة الشرعية الوحيدة التي تسعى لإرساء الأمن والحؤول دون أي اشتباك طائفي قد يزيد من انقسام اللبنانيين.
الجيش الذي فتح تحقيقاً شاملاً في هذه الحادثة، لن يقول إلّا الحقيقة، والتحقيق بحوزته إن دلّ على شيء، فهو على الشفافية، فهذه المؤسسة لا تعرف إلّا ثلاث كلمات: “شرف – تضحية – وفاء”!
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |