الممانعة تضغط ومعارضوها يواجهون
في الداخل والخارج هناك قناعة تامة أن هذا المحور هو الذي يعرقل الحل الرئاسي في لبنان وقد وصلت إلى القوى المنخرطة فيه والمتحالفة معه رسائل عبر الفرنسيين تؤكد لهم أن هذه العرقلة لن تجدي نفعاً ولن تحقق لهم ما يصبون إليه.
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
تزداد الأمور تعقيداً على الجبهة السياسية لا سيما مع شعور محور الممانعة وحلفائه أنّ ما يسعى إليه على صعيد رئاسة الجمهورية وبالتالي استمرار نهج السلطة الحالي لن يتحقق.
وتحاول قوى هذا المحور أن تستغل لصالحها بعض التطورات والمواقف، فهي تحاول أن تبدو بمظهر التعاون مع الجهود الفرنسية، وأنها تكرر الدعوات للحوار، وأنها تبعد الفتنة عن لبنان، ولكنها في الوقت ذاته وبدراية كاملة تعطل الاستحقاق الرئاسي وترفض انتخاب أي رئيس إلّا المرشح الذي تتبناه وهو اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كما أنّ قوى المحور الممانع تقف وراء التوترات المتنقلة في البلد من عين الحلوة إلى عين إبل إلى الكحالة إلى “أفلام” مواجهة داعش والمتطرفين، وهذه كلها تشير إلى أن الخطة الجدية لهذا المحور هي إثارة التوترات السياسية والأمنية واستخدامها كورقة ضغط من أجل تحقيق مطالبه.
هذه التصرفات لم تؤدِّ حتى الآن إلى نتيجة ففي الداخل والخارج هناك قناعة تامة أن هذا المحور هو الذي يعرقل الحل الرئاسي في لبنان وقد وصلت إلى القوى المنخرطة فيه والمتحالفة معه رسائل عبر الفرنسيين تؤكد لهم أن هذه العرقلة لن تجدي نفعاً ولن تحقق لهم ما يصبون إليه ليس لأن الخارج يقف في مواجهتهم بل لأن قوى داخلية أخذت قرار المواجهة السياسية التصاعدية ولا تراجع فيه أبداً ولو أنّ مخاطره الأمنية كبيرة، وحملت هذه الرسائل أيضاً تحذيرات من مغبة توتير الوضع الأمني وإشعال جبهة هنا وجبهة هناك أو تدبير أعمال أمنية تثير الخوف والتوتر في البلاد، مشيرين إلى أن أصابع الإتهام ستوجه إلى قوى ذاك المحور لأنها أولاً المستفيدة الوحيدة مما جرى وقد يجري على هذا الصعيد.
في المقابل تحتاج القوى التي تخوض المواجهة السياسية مع محور الممانعة إلى المزيد من التضامن والدعم وتوحيد التحركات وتوسيع مروحة المنخرطين في المواجهة ولا سيما على صعيد الساحة السنية، وهنا يفترض في بعض القوى والنواب السنة أن يدركوا أن لهم دوراً كبيراً في إخراج لبنان مما هو فيه وأنّ الإستنكاف عن القيام بهذا الدور يعني التخلي عن محاولة جدية وناجحة لإنقاذ البلد، فالطريقة الوحيدة لمنع محور الممانعة من تحقيق أي نجاحات سياسية في لبنان هو سحب ورقة الإستفراد من يده وجعله في موقع مواجهة مع كل المكونات اللبنانية، علماً أنّ من يرتبط بهذا المحور من قوى مسيحية وإسلامية لن تتردد في استمرار التحاقها به إذا وجدت أن الطرف الآخر متردد وضعيف ولكنها إن شعرت بالعكس فقد تعمد أقله إلى إعادة درس حساباتها وهذا ما يحصل مع التيار الوطني الحر رغم أنّ كثيرين لا يعولون على قدرته للطلاق مع محور الممانعة لأنّ هذا الطلاق حتى الآن ليس في يده وما زال بإمكان هذا المحور استدعاؤه إلى بيت الطاعة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |