إلى باحة بكركي للردّ: “لا للمثالثة… لا للسلاح… ونعم للتدويل”
يسود امتعاض حيال الأسلوب المعتمد في مخاطبة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد سلسلة النداءات والدعوات الإنقاذيّة التي أطلقها من دون أن تُقابَل باستعداد للحوار، بل مرّة على طريقة الإصبع وأخرى على طريقة “ما يمزحو”.
ارتفع سقف البطريرك الراعي في وضع النقاط على حروفها وتحديد مشروع بكركي ومطلبها الإستراتيجي، حتّى لاقى سقف الشريحة الواسعة من إنتفاضة 17 تشرين، والأحزاب والحركات والمجموعات المُعارضة.
القاسم المُشترك بين بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق وهذه الشريحة يكمن في مشروع نظام الحياد ومطلب تحرير الشرعيّة ونزع السلاح غير الشرعيّ والمتفلّت من أيدي أيّ جهة لبنانيّة تخرج عن إطار الجيش اللبناني والأجهزة العسكريّة والأمنيّة، والدعوة إلى عقد مؤتمر دوليّ حول لبنان، تحت رعاية الأمم المتحدة، يضع قواعد دستوريّة حديثة تأكيداً على رفض مشروع المثالثة بمختلف أبعادها.
أهداف صعبة التحقيق، خصوصاً أنّها تتطلّب توافقاً غير موجود في ظلّ أجواء “كسر العظم” الأمني والسياسي والإعلامي السائد.
ولهذا الهدف، لا تُريد هذه المجموعات ترك الراعي وحيداً في أوج هذه المعركة، الأمر الذي دفعها، في الساعات الأخيرة، إلى تكثيف النقاشات باتّجاه تحرّك شعبيّ في باحة الصرح البطريركي في بكركي دعماً لـ”نداء 7 شباط”، وردّاً على نصرالله الذي أعلن رفضه “تدويل الأزمة” بالإشارة إلى مطلب الراعي عقد مؤتمر دوليّ، من دون أن يسمّيه، مستخدماً عبارة “ما حدا يمزح معنا”، علماً أنّ “حزب الله” لم يُعلن رفضه للمبادرة الفرنسيّة وقبِل بالتواصل مع الفرنسيين في الملف الحكومي.
حتّى الآن، فإنّ السبت 27 شباط هو الموعد المطروح لإحياء خطوة شعبيّة تُلاقي الراعي في بكركي، على أن يُحسَم الموعد في الأيام القليلة القادمة، في وقت لفتت مصادر “القوات”، لموقع mtv، إلى أنّ “قواعدنا الحزبيّة تؤيّد خطاب البطريرك تأييداً كاملاً، وهي تملك حريّة المشاركة في هذا التحرّك في أيّ موعد يُحدَّد لدعم البطريرك في المعركة السياديّة والمصيريّة التي يخوضها”، بينما يزور وفد نيابيّ قواتيّ بكركي في الأسبوع المقبل.
أمّا كتائبياً، فتعتبر مصادر الحزب نفسها “في طليعة المُشاركين في أيّ تحرّك شعبيّ سياديّ، فبكركي هي البوصلة التي يجب أن تستعيد فيها الإنتفاضة وهجَها، وليست المرجعيّة التي “يُمزَح” معها على الإطلاق في لحظة تقرير المصير”.
وتسعى المجموعات الناشطة إلى تشكيل وفدٍ يترأسه ممثّلون روحيّون عن الطوائف، بما فيها مُعارضين من الطائفة الشيعيّة، إلى جانب مُمثّلين عن الإنتفاضة، لنقل تبنّيهم لـ”نداء ٧ شباط” والإصرار على الضغط بمختلف الوسائل لصالح تحقيقٍ دوليّ في ملف انفجار مرفأ بيروت، بعدما قبضت السلطة على القضاء مع تنحية القاضي فادي صوّان عن الملف، على أن يصدر بيانٌ مشترك من بكركي يرفع هذه المطالب.
فهل تنتقل معركة الراعي من مذبح بكركي إلى ساحتها فتستعيد مشهداً أحياه السلف مار نصرالله بطرس صفير؟
مواضيع ذات صلة :
إنتحلوا صفة أمنية ونفّذوا عمليات سلب بقوة السلاح! | السلاح النوعي | قصة شاحنتي السلاح اللتين اخترقتا لبنان .. فلسطيني استوردها من تركيا بغرض التجارة! |