الوعود النفطية مؤجلة.. ومخاوف كبيرة تحيط بعملية الحفر!
في حال كانت الكميات التجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، فيستكمل العمل عبر تطبيق العقد الموقع مع الشركات، أما اذا كان المكان مشتركاً مع إسرائيل فعلى توتال توقيع اتفاق مالي مع إسرائيل للبدء بعدها بالتطوير
كتبت كريستل شقير لـ”هنا لبنان”:
مع رفع العلم اللبناني على منصّة الحفر Transocean Barents التي استأجرتها شركة توتال وتمركزت في منطقة البلوك 9، بدأ العد العكسي لإنطلاق عملية الحفر في البئر الاستكشافية مطلع شهر أيلول المقبل.
ظاهرياً، لا عراقيل تعترض عمل الحفارة غير أنّ المخاوف تبقى من أيّ تهديد بيئي أو عطل تقني أو حتى تصعيد أمني جنوباً يفرمل عملية الحفر، وهذا ما نبهت إليه خبيرة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان لـ”هنا لبنان” موضحة أنّ “المخاوف البيئية والتقنية ترتبط بتسرب كيميائي ما أو بأعطال قد تطرأ على الحفارة”.
وفي ما يتعلّق بمكان الحفر في حقل قانا فقد حدّدته شركة توتال بعد دراسات جيولوجية معمّقة وتحاليل استمرت سنوات أما عملية الحفر فمن المتوقع أن تستمر شهرين ونصف تقريباً ما يعني أنّ النتائج ستُعلن في تشرين الثاني المقبل فيتبين حينها وجود اكتشافات بكميات قليلة أو تجارية أو عدم وجود أي اكتشافات، بحسب هايتيان، مضيفة: “لننتقل بعد ذلك إلى مرحلة التطوير والإنتاج”.
وتشير خبيرة النفط والغاز إلى أنّه :في حال كانت الكميات التجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، فيستكمل العمل عبر تطبيق العقد الموقع مع الشركات، أما اذا كان المكان مشتركاً مع إسرائيل فعلى توتال توقيع اتفاق مالي مع إسرائيل للبدء بعدها بالتطوير”.
وعن مراحل الحفر يتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى عبر حفر أربع إلى ست آبار استكشافية في كل مكمن كي يتم التأكد من وجود كميات تجارية وكي يتم تحديد أبعاد المكمن، ووفق هيئة إدارة قطاع النفط اللبنانية LPA، التي قامت سابقاً بتحليل المسوحات التي أجرتها شركات إنكليزية ونروجية على مساحة بحر لبنان، هناك تأكيدات عن وجود 42 مكمناً موزعة في أنحاء المنطقة الاقتصادية الخالصة، والتي تمّ تقسيمها إلى 10 قطع بلوكات، لتسهيل التعاقد مع شركات النفط الراغبة في المشاركة بتطوير صناعة الغاز والنفط في لبنان.
والبئر الاستكشافية الأولى الواعدة في حقل قانا- البلوك 9، هي الثانية بعد حفر البئر الأولى في البلوك 4 في العام 2020، فماذا عن أسرار البلوك 4 وعمليات الحفر فيه؟
في هذا السياق تحسم مصادر مطّلعة على ملف التنقيب عن النفط والغاز عبر “هنا لبنان” الجدل القائم وتؤكد أنّ “شركة توتال قدمت للدولة اللبنانية كامل التقرير الخاص بعملية الاستكشاف التي تمت عام 2020، والإدارة التي لم تنشر التقرير الكامل لأسباب تتعلق باستراتيجية التنقيب عن النفط في لبنان، وهي قد أعدّت ملخصًا تنفيذيًا عن هذا التقرير وقامت برفعه مباشرة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة في حينه حتّى أنّها لم تتردد في تلبية طلبات وردت إليها من عدد من النواب للاطلاع على مضمون الملخص”.
ما أشارت إليه المصادر المطلعة يأتي بعدما أصدر النائبان فادي كرم وجورج عقيص بياناً، يطالبان بموجبه وزير الطاقة بنشر التقرير المتعلّق البلوك 4 وإلّا سيضطران إلى السير بالمراجعات القانونية اللازمة، وختم البيان بالقول: “عسى لا يكبّدنا الوزير عناء المراجعة ولا يكبّد نفسه عبء الإصرار على حجب الحقائق العامة ثمّ الاضطرار جبراً على الإفصاح عنها بأمر قضائي كما حصل مع أحد زملائه أخيراً”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |