غازات سامّة في ملفّات لبنانيّة مكدّسة.. هل يُستعان بالانتربول؟

لبنان 20 شباط, 2021

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

من هنا إلى هناك، والى ما هو أبْعَد. زيارات ومواقف وبيانات، بلا حَمْل حكومي، فيما الآتي من الأيام يبشّر بالأسوأ، ليس فقط على مستويات الحقيقة والعدالة والمال والإقتصاد، بل أيضاً على صعيد شروط بناء دولة.

فحقيقة انفجار مرفأ بيروت دخلت دائرة الملفات المكدّسة في الدولة اللبنانية، والتي “يأكلها السّوس” مع مرور الوقت، لتُصبح في إطار “الدّفعة على الحساب”، إذا كان ذلك سيظلّ مُمكناً في يوم من الأيام.

مُنازِع

في الإمارات وقطر، يستطلع الرئيس المكلّف سعد الحريري آفاق المستقبل اللبناني، على ضوء المستقبل العربي، والخليجي – الإيراني، والأميركي – الخليجي – الإيراني، والملفات الفلسطينية والسورية.

وفي الإنتظار، إقتصاد مُنازِع، وشعب يستنشق غازات الأزمات المتوالدة، السامّة، التي ستكون مفاعيلها لسنوات وسنوات لاحقة.

إذا ماتت حقيقة انفجار مرفأ بيروت، فهذا يعني أن انتفاضة 17 تشرين الأول ستموت هي أيضاً، والى الأبد، إذ لا مجال لفَرْض الإصلاحات ومكافحة الفساد، والمطالبة بحياة جديدة، في دولة لا قرار جدياً بكَشْف حقائق جرائمها.

“لَفْلَفَة”

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “الدولة باتت مُكتمِلَة عناصر الفَشَل، في كلّ شأن محلّي”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “مهما تحرّك ملف انفجار 4 آب الفائت في النّطاق المحلّي مستقبلاً، ومهما كانت مضامينه التقنية، فإنه سيحمل في طيّاته بذور لَفْلَفَة الحقيقة”.

الحقيقة وحدها

اعتبر المصدر أن “هذا هو الدّليل الأكبر على أن لبنان بات بحاجة الى تدخُّل دولي ضروري، والى وضعه كبند على طاولة الأمم المتحدة، إذ ما عاد قادراً على الإستمرار وحيداً، وبإيقاع غير دولي”.

وأضاف: “التدخُّل الدولي حاجة لمعرفة حقيقة ما حصل في 4 آب الفائت، بسبب التعتيم المتعمَّد داخلياً على نقاط أساسية في هذا الملف، كما بسبب تعاطي جهات داخلية معه، بطريقة مثيرة لكثير من الشّكوك”.

وأوضح: “كان لا بدّ من طلب الإستعانة بـ”الإنتربول” منذ أشهر، وهو ما لم يحصل حتى السّاعة. فنحن نتحدّث عن مواد متفجّرَة مُخزَّنَة في مرفأ مدني، هو مرفأ بيروت، وهذا ليس عملاً سهلاً، ولا هو صدفة. كما نتعامل مع عارفين بذلك، ومع صامتين عنه، في الدّاخل والخارج، ومع خَوَنَة في الداخل، على أكثر من مستوى. ولا يهمّ المواطن المجروح، ولا أهالي الضّحايا، المطالعات أو الأصول القانونية التي يُمكن أن تكون فرضت تنحية هذا القاضي وتعيين ذاك. فالحقيقة وحدها، وبسرعة، هي أقصى ما يطلبه الجميع”.

متشعّبة جدّاً

شدّد المصدر على أنه “لا بدّ من إعداد ملفّ مُتكامِل في الدّاخل عن جريمة 4 آب الفائت، قبل الخروج بها الى المجتمع الدولي، وقبل المطالبة بصُوَر الأقمار الإصطناعية التي ستكون نتيجة، وليست هي المحرّك الأساسي للملفّ”.

وقال: “المسار الأساسي يرتبط بالنّقاط الغامضة المتعلّقة بالجهة التي أدخلت “نيترات الأمونيوم” الى لبنان، وتلك (الجهة) التي تعود لها تلك المواد، والأطراف التي علِمَت بتخزينها وصمَتَت. فهذه خيانة متشعّبة جدّاً، البحث فيها يحدّد الحقائق”.

إطار دولي

رأى المصدر “أننا قد نحصل على الحقيقة في النهاية، من خلال تسريبات إعلامية أجنبية، وذلك تماماً مثلما أن تحقيقات وتسريبات دولية كشفت بعض المعطيات، خلال الأشهر القليلة الماضية”.

وختم: “عندما تندلع الإنتفاضة الشعبية من جديد، سنجد أن لبنان وُضِعَ على طاولة الأمم المتحدة فوراً، ودون نقاش. فلا تسوية مُمكِنَة مع أطراف أساسية ووازنة في البلد، والأُفُق بات مُقفَلاً لبنانياً، الى درجة أنه لا يُمكن تحريكه إلا ضمن إطار دولي”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us