نهاية غامضة لـ”طباخ” الدب الروسي.. هل دفع بريغوجين ثمن تمرّده؟
مازال الغموض يحيط بأسباب تحطم الطائرة التي كانت تقل مؤسس قوات فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، والمرافقين الذي كانوا معه على متنها أثناء الرحلة المقررة لها بين موسكو وسان بطرسبورغ.
وفجرًا تم العثور على أحد أجزاء الطائرة وذلك على بعد نحو كيلومترين من مكان التحطم.
وقالت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء، إن الجزء الذي تم العثور عليه يقع عند مدخل قرية كوجينكينو على بعد حوالي كيلومترين عن موقع التحطم، وأن الشرطة طوقت المكان.
كما ذكرت الوكالة أن رجال الشرطة أغلقوا جزءا من الطريق المتاخم للحقل عند مدخل القرية، ويطلبون من السيارات الاستدارة دون تحديد سبب إغلاق الطريق.
مقتل قائد “#فاغنر” بتحطم طائرة في #موسكو! pic.twitter.com/GFXbRK0oIy
— هنا لبنان (@thisislebnews) August 23, 2023
إلى ذلك، نقل موقع روسيا اليوم عن شاهد عيان “حيثيات اللحظات الأولى” لسقوط طائرة بريغوجين.
ووفقا لشاهد العيان، وهو من سكان قرية بمقاطعة تفير، شمال العاصمة موسكو، فإنه سمع دوي انفجار قبل سقوط الطائرة.
قال شاهد العيان، من سكان قرية بودوبي، لروسيا اليوم “سمعت صوت انفجار مكتوم.. نظرت إلى السماء ورأيت الدخان يتصاعد من الطائرة التي بدأت تهوي بسرعة كبيرة وبشكل حاد”.
وأضاف أنه أثناء سقوط الطائرة السريع بعد الانفجار.. اختفت الطائرة خلف قمم الأشجار، ثم سمع “دوى انفجار قوي، وبعد 30 ثانية، خرج دخان أسود من المكان الذي سقطت فيه”.
وكانت طائرة رجال الأعمال الخاصة من طراز “إمبراير” تحطمت أمس الأربعاء في مقاطعة تفير شمالي العاصمة الروسية موسكو، وقتل جميع من كان على متنها وعددهم 10 أشخاص.
ووفقا لبيان المكتب الصحفي لهيئة الطيران المدني الروسية كان اسم بريغوجين على قائمة ركاب الطائرة.
وقال البيان: “كانت الطائرة من طراز (إمبراير) في رحلة لها من مطار شيريميتيفو بموسكو إلى مدينة سان بطرسبورغ. وكان على متنها 3 طيارين و7 ركاب. وجميعهم لقوا حتفهم”.
من هو طباخ بوتين؟
ولد بريغوجين (62 عاماً) في لينينغراد، المعروفة حالياً بسانت بطرسبورغ، كان عنيفاً منذ الطفولة، ووفق وثائق أشارت إليها الغارديان، فقط سطا وهو في الـ18 من العمر على امرأة وسرقها مع مجموعة من الرفاق، وتوالت السرقات حتى حكم عليه بالسجن 13 عاماً.
في العام 1990 ومع انهيار الاتحاد السوفيتي أطلق سراحه، فعاد إلى سان بطرسبورغ حيث بدأ بيع النقانق في مطبخ شقّة عائلته المتواضع.
مع الوقت استطاع بريغوجين امتلاك حصّة في سلسلة من المتاجر الكبرى، ثمّ فتح في العام 1995 مطعماً مع شركائه.
في البداية، أغرى بريغوجين زبائنه بـ”راقصات متعريات”، ثم عاد عن هذا الأمر بعدما شاع أنّ طعامه ممتاز، وقصده النجوم ورجال الأعمال، ورئيس بلدية سان بطرسبورغ آنذاك، أناتولي سوبتشاك، والذي كان يأتي أحيانًا مع نائبه آنذاك فلاديمير بوتين.
وكان الشاب الطامح صديقاً أيضاً لعازف التشيلو الشهير مستيسلاف روستروبوفيتش، وحين استضاف روستروبوفيتش ملكة إسبانيا في منزله في سان بطرسبورغ عام 2001، قدم بريغوجين الطعام.
مع وصول بوتين إلى الرئاسة الروسية، كان يصطحب أحياناً الشخصيات الأجنبية المرموقة التي يقابلها إلى مطعم بريغوجين الذي تحوّل في تلك المرحلة إلى مطعم عائم.
وإثر ذلك، بدأ بريغوجين يفوز بعقود لتقديم الطعام في مناسبات حكومية كبرى من خلال شركة كونكورد، وهي شركة قابضة أنشأها في التسعينات.
وفي العام 2012 حقّق من خلال هذه العقود أكثر من من 10.5 مليار روبل (200 مليون جنيه إسترليني).
من بائع نقانق إلى قائد مجموعة عسكرية
برز اسمه لأول مرّة في صيف 2014، مع الغزو الروسي الأوّل لشرق أوكرانيا، حينها عقد اجتماع بين وبينه مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، وحضر الجميع لمقابلته باعتباره المسؤول عن عقود تموين الجيش.
غير أنّ بريغوجين فاجأهم بطلب غريب، إذ طلب من وزارة الدفاع أرضاً يستخدمها لتدريب متطوعين لا يرتبطون رسمياً بالجيش الروسي ويمكن استخدامهم في حروب روسيا.
وعندما تحفظ القادة على طلبه، كان جواب بريغوجين “هذه أوامر البابا”، أي الرئيس بوتين.
بعد هذا الاجتماع، بدأت مجموعة فاغنر بالتوسع في ساحات الحروب الخارجية، خاصة الإفريقية، وصولاً إلى الجبهات في أوكرانيا.
عرف بريغوجين بين مقاتليه بـ”عديم الرحمة”، ووفق عارفيه فإنّ هدفه لم يكن لا المال ولا السلطة، علماً أنّه نال الإثنين، فهؤلاء أكّدوا أنّه يرغب في سحق منافسيه إضافة إلى إيمانه بأنّه يحارب الفاسدين.