القاضية يحفوفي تصدر قرارها: أطفال حضانة “Garderêve” عُذّبوا بوحشيّة
استندت وقائع القرار إلى مقاطع فيديو تبيّن إقدام المدعى عليها الخوري على تعنيف الأطفال لفظيّاً وجسدياً ومعاملتهم بطريقة سيئة وإجبارهم على تناول الطعام بطريقة وحشية
كتب يوسف دياب لـ “هنا لبنان”:
قال القضاء كلمته في قضية تعنيف الأطفال داخل حضانة Garderêve والتي أخذت ضجّة إعلامية وشعبية وتحوّلت إلى قضية رأي عام، إثر انتشار فيديوهات كانت صوّرتها عاملة التنظيفات في الحضانة جومانا بو سعيد (57 عاماً) قبيل تركها العمل بأشهر، فاتهمت قاضي التحقيق في جبل لبنان رانيا يحفوفي “المربية” دجيني بشارة الخوري (43 عاماً) بجرم محاولة القتل القصدي سنداً للمادة 549/201 من قانون العقوبات وتعنيف الأطفال لفظيّاً وجسديّاً وإطعامهم بالقوة وكم أفواههم وضربهم على رأسهم ما يعتبر منطبقاً على المادة 554/559 من القانون نفسه. وظنّت القاضية يحفوفي بصاحبة الحضانة طوني طوني مهنا (38 عاماً) بجرم إهمالها تركيب كاميرات مراقبة واستخدامها معلّمة غير متخصصة لرعاية الأطفال والاتكال عليها وحدها للاهتمام بعشرين طفلاً، مما حمل الأخيرة على إيذاء الأطفال المؤتمنة على سلامتهم ورعايتهم، واعتبرت أن فعلها ينطبق على المواد 554/559/217 عقوبات، كما ظنّت بعاملة التنظيفات جومانا بو سعيد بجرم الامتناع عن إغاثة الأطفال الذين كانوا يواجهون الخطر على مدى أشهر وهم في حالة طارئة، كونهم لا يستطيعون درء الخطر عنهم، أقله بإعلام الأهل والسلطات بما يحصل، الجرم المنصوص عنه سنداً للمادة 567 منه ومنعت عنها المحاكمة من بقية الجرائم المسندة إليها وهي الإيذاء ومحاولة القتل لعدم توافر عناصرها، وقررت القاضية يحفوفي تخلية سبيل بو سعيد نظراً لماهية الجرم ومدة التوقيف وردت طلب إخلاء سبيل كل من مهنا والخوري وأحالت المدعى عليهن الثلاث إلى المحاكمة وأعادت الأوراق إلى النيابة العامة لإيداعها المرجع المختص.
واستندت وقائع القرار إلى مقاطع فيديو تبيّن بصورة لا تقبل أي لبس، إقدام المدعى عليها الخوري وهي بكامل وعيها وبقصد جرمي واضح على تعنيف الأطفال لفظيّاً وجسدياً ومعاملتهم بطريقة سيئة أثناء تغيير حفاضاتهم، وإجبارهم على تناول الطعام بطريقة وحشية، وظهرت في أحد المقاطع وهي تقوم بوضع الطعام في فم أحد الأطفال بالقوة ودفعه إلى داخل فم الطفلة الصغير وضربها على وجهها بعنف ووحشية، كما ظهرت وهي تجبر أحد الأطفال على تناول الطعام بسرعة كبيرة دون مراعاة عمره أو لأي ظروف صحيّة قد تضطره إلى التقيؤ فقامت بضربه على رأسه ودفعته إلى كرسيه، وهذه الأفعال تشكل خطراً كبيراً على حياة الأطفال بالنظر لحداثة سنّهم وعجزهم عن المقاومة إذ ليس بإمكانهم سوى الخوف والبكاء.
وبينت التحقيقات التي أجرتها قاضي التحقيق، أنّ عاملة النظافة كانت تصوّر هذه الفيديوهات وتسجل الأصوات وهي تطلق أصوات الضحك والاستهزاء، وكأن الأفعال التي تحصل أمامها بديهية وغير مستنكرة، ولم تقم بردع هذه الأفعال الجرمية بل قامت بجمع التسجيلات لمصلحة خاصة ولغاية في نفسها، وأعطتها للأهل بعد تركها العمل إثر خلافها مع صاحبة الحضانة والمعلمة على خلفية حصول سرقات في الحضانة.
ولم تستطع دجيني الخوري خلال استجوابها، إنكار الأفعال التي أقدمت عليها وعزت الأمر الى معاناتها من أمراض نفسية وأنها تُركت وحيدة لرعاية عشرين طفلاً، فيما أنكرت صاحبة الحضانة معرفتها بهذه الأفعال، على الرغم من ثبوت استخدامها دجيني الخوري، التي لا تحمل شهادة تخصصية لرعاية الأطفال وأهملت تركيب كاميرات في الحضانة وتركت رعاية عشرين طفلاً على معلّمة واحدة غير متخصصة. أما جومانا بو سعيد فأدلت خلال التحقيق معها، أنها جمعت فيديوهات منذ أقل من أربعة أشهر ولم تقم بمساعدة الأطفال خوفاً من طردها من العمل، مؤكدة أنها أنذرت صاحبة الحضانة بحصول أعمال عنف داخل الحضانة.
وينفرد موقع “هنا لبنان” بنشر القرار الظني بحرفيته
للإطلاع على القرار إضغط هنا
مواضيع مماثلة للكاتب:
سجناء أنصفتهم الحرب! | توقيف “عميل” زوّد “الموساد” بمعلومات عن “الحزب” | وكلاء سلامة مرتاحون لمسار التحقيق.. رُبّ ضارّة نافعة |