عن أغبياء سيقتلوننا… بسبب اللقاح!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
رغم مرور أكثر من عام على جائحة كورونا، إلا أن تساؤلات كثيرة لا تزال تطرح حول هذا الفيروس، انطلاقا من ظروف نشأته وصولا إلى اللقاحات التي تمّ تصنيعها في محاولة لربح المعركة الدموية مع الفيروس.
تباينات كثيرة في الآراء، واختلافات جمّة بين أهل العلم والطب متّصلة بالفيروس، وهو أمر مشروع، حيث أن الفيروس الخبيث أخذ أشكالا كثيرة وتحوّلات جعلت من محاصرته أمرا صعبا للغاية.
غير أن ما لا نفهمه، هو بعض الحملات التي تساق أخيرا للتهويل ونشر الذعر من اللقاح، والتي تعدّت كونها تساؤلات مشروعة ومنطقية، لتصبح حفلة من الجنون، بكل ما للكلمة من معنى.
قد يختار كثر عدم أخذ اللقاح والتريّث قليلا خوفا من مضاعفات ربما، وهو حقّهم، وحريتهم الشخصية، لكن أن يسوّق آخرون لأفكار مؤامراتية ويشنوا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي عن إمكان التحوّل إلى قردة في حال أخذ اللقاح وتأييد آخرين لهم، لهو فائض غباء… لا بل فعل جرمي.
فكيف لمن لا علاقة له بالمواضيع الصحية والطبيّة أن يقوّم لقاحا وافقت عليه منظمة الصحة العالمية، واعتبره الأطباء من حول العالم أملنا الوحيد للتخلص من الوباء؟
وما السرّ وراء هذا الترويج المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي لروايات عما بعد اللقاح، وعن تغيير في الجينات سيجعل سلالتنا تختفي، أو تجعلنا من أصناف الحيوانات؟
الحملة أخذت أبعادا أخرى، مع الفيديو الذي انتشر للطبيب الذي ادعى انه يأخذ اللقاح، حيث اعتبر كثيرون أن المؤامرة ظهرت، وأن كلامهم أقرن بالدليل، رغم ان الطبيب عاد وأوضح أنه صوّر الفيديو بعدما كان بالفعل أخذ اللقاح، من أجل تشجيع المواطنين.
فما سرّكم يا جماعة؟ يا ليتكم تشكّكون بكل ما ومن حولكم مثلما تفعلون باللقاح… يا ليتكم تشككون بزعمائكم وبكل من أمطركم وعودا جاءت فارغة ولا زلتم تبررون له، يا ليتكم تستقصون وتحلّلون كلما جعلوكم وقودا لكذبهم وأضاليلهم…
بسبب هؤلاء الأغبياء، كثر سيعدّون للألف قبل تلقي اللقاح، وآخرون ربما ينغمسون أيضا في تلك الحملات، مما سيؤخر معركتنا مع الفيروس، ويجعل آخرين يخسرون حياتهم.
يا سادة، الشعوب والمجتمعات تتطوّر، المختبرات من حول العالم تربط ليلها بنهارها سعيا لوقف دومينو الموت بكل ما تيسّر، الإمارات تستطلع المريخ، فيما نحن نتدحرج إلى الجحيم… “إيه من إيدنا”!
مواضيع ذات صلة :
اتفاق وشيك لوقف النار بين لبنان وإسرائيل! | ضمانات أميركية لإسرائيل بحرية العمل في لبنان! | موقف إسرائيلي إيجابي بشأن لبنان! |