الراعي يحيي المصالحة.. وجنبلاط يثمّن ويعلّق: “هؤلاء أغبياء” (فيديو)
بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي جولته في الجبل في ذكرى مصالحة الجبل بلقاء شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في دارته في شانيه، وحضر وفد من القوات اللبنانية لاستقباله.
وعقد لقاء بين الراعي وأبي المنى بحضور عدد من الفاعليات السياسية ونواب المنطقة.
وتوجه الشيخ أبي المنى إلى الراعي قائلاً: “نشكركم لزيارتكم لنا في دار الأجداد ونعتز بحضوركم ويداً بيد سنكرس الجبل نموذجاً صالحاً لكل لبنان ومعاً نمضي ونستمر وننتقل من شانيه الى الباروك وبعقلين والمختارة لتكريس مسيرة المحبة والعيش الواحد”.
بدوره، توجه البطريرك الراعي لشيخ عقل الموحّدين الدروز قائلًا: “في قلبك همّ وحدة اللبنانيين وأعرب عن فرحتي وشكري لهذا اليوم الذي يجمعنا ومن خلال هذه الزيارة أعبّر عن روابط المحبّة والصّداقة التي تجمعنا”.
وتابع: “لبنان بحاجة إلى الوحدة ونحن مدعوون للعمل على بناء الوحدة الداخلية للحفاظ على جبهة لبنان ورسالته في ظلّ التنوّع والتعدّدية”.
واعتبر الراعي في كلمة له من الباروك، أن “الولاء للوطن منتقص”، مضيفًا: “نقول من أمام نصب كاتب النشيد الوطني “يجب أن نكون كلنا للوطن” وإيماننا نفسه مع سماحة شيخ العقل سامي أبي المنى”.
إلى ذلك رأى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى من بعقلين أن بكركي وزعامة الجبل حوّلت هذا الجبل من ساحة حقد وخصام الى واحة محبّة وسلام، مشيراً إلى أن مصالحة الجبل لم تكن ورقة تفاهم موقعة بين زعيم وبطريرك بل كانت عهد الحكماء والأبطال.
وسأل: “لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟”
وأضاف: “ألا يستحسن أن يلتقي أصحاب الوثائق على طاولة حوار وتفاهم لإنتاج الحلول الناجعة بدل المراوحة وانتظار الخارج؟ الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو اليه لاختراق جدران التعطيل سعيا الى جمال التسوية لا قفزا فوق الدستور”.
بدوره، قال البطريرك الراعي من بعقلين: “الشعب اللبناني مؤمن أن لا خلاص للبنان إلا بوحدته والوحدة في التنوّع فنحن معاً نشخّص مشكلتنا ونبحث عن العلاج لمَا نُعانيه وهذا ما نصبو إليه مع شيخ العقل ولن نتراجع عن هذا العمل لأنّه واجبٌ وطنيّ”.
كما رأى أن “كلمة مصالحة تتطلب أعمالاً ومبادرات وقد قيل عن حقّ “صحة لبنان من صحة الجبل، سلام في الجبل سلام في لبنان”، هذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً”.
وأضاف الراعي: “في هذه المكتبة في هذا المكان نجدّد إيماننا بالقيم، بالمبادئ التي قام عليها لبنان”. وأشار إلى أنه “على المستوى الكنسي والمسيحي المصالحة ساهمت في عودة السكان المسيحيين إلى منازلهم وأرزاقهم وإعادة بناء بيوتهم بشكل لافت إعادة بناء الكنائس المهدمة والقاعات، عودة الحياة الاجتماعية كمسيحيين مع إخواننا الدروز والمسلمين بكل إيجابيتها”. وقال: “أعدنا فتح المؤسسات ومضاعفة المعالم الدينية التي تساهم في إنشاء سياحة دينية، حضور الرهبانيات وإعادة فتح مؤسساتهم”.
ولفت إلى أنه “على الصعيد الاجتماعي هناك نقص في فرص العمل وهذا يتطلّب منا العمل لخلق فرص عمل كي يتمكن شعبنا من البقاء هنا”.
من جهته ثمّن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط في كلمة لدى استقباله الراعي “المبادرات الخارجية والداخلية التي تساهم في حل معضلة الرئاسة”، وتابع: “نثمن زيارتكم بالرغم من بعض أصوات الشواذ التي تصر على نبش القبور وتنسى صفحات العيش المشترك”.
وتابع: “الشهداء كل الشهداء هم شهداء الوطن دون تمييز، وفي ما نسمعه من نظريات، ليس هناك أغبى أو أسخف لكن أخطر من الذين ينادون بالفراغ دون تسهيل موضوع الانتخابات الرئاسية، وحول ما يسمى مواصفات الرئيس وكأنه مفروض أن يتعلم المجلس النيابي دروسا في النحت أو في الخياطة، عندما تريد الدول حل الأمور فتحلها، وكل المحطات التاريخية تشهد، فكفى وضع عراقيل لتطيير الانتخابات الرئاسية”.
وسأل: “يأتينا وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان بنفس الوقت الذي كان فيه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وكلاهما صرح أنه مع انتخابات رئيس، فهل تكون تلك الإنتخابات بالإشتراك مع دول معنية ومسؤولين معنيين؟”
وتوجه للراعي قائلًا: “نثمن جهودكم عاليا ونحن على استعداد لأي مساعدة في هذه المهمة الصعبة لكن غير المستحيلة”.
في المقابل، أكد البطريرك في كلمة ألقاها عند وصوله إلى المختارة أن “هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين”، معتبرا “أن لا مصالحة من دون مصارحة”.
وقال: “لبنان أصبح غريباً عن ذاته ولا يُمكن أن يستمرّ في هذه الحالة”.
View this post on Instagram
View this post on Instagram
View this post on Instagram
ومساءً يرأس الراعي قداس عيد سيدة الخلاص في باحة مطرانية بيت الدين، حيث أكد “أننا ملتزمون بمواصلة مصالحة الجبل التاريخية ونصلّي أن تشمل هذه المصالحة كافة السياسيين والجماعات المسؤولة كي يسلم الوطن”.
وشدد على أنّ “لبنان لا يستطيع أن يُكمل طريقه من دون مصالحة ومصارحة”.
أما ختام الجولة، فهو على مائدة عشاء يقيمها النائب السابق نعمة طعمة على شرف الراعي والمطارنة وكهنة الابرشية في قصر المير أمين.
مواضيع ذات صلة :
إليكم برنامج زيارة البطريرك الراعي إلى الجبل | ماذا أثمرت مصالحة الجبل بعد 22 عاماً؟ |