زلزال المغرب من بين “الأكثر تدميراً” في العالم خلال 25 عاماً.. ضوء أزرق قبل الكارثة وينابيع بعدها!
ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب يوم الجمعة الماضي إلى 2122، في حين بلغت حصيلة الإصابات 2421، بينهم أكثر من 1400 جريح بحالة حرجة، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية المغربية.
وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.
ويسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم جراء تلك الكارثة.
وفي انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض بدأت السلطات المغربية في نصب الخيام في الأطلس الكبير حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.
ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.
لاسيما أن الأمل بدأ يتضاءل، إذ تشكل الأيام الثلاثة التي تعقب أي زلزال، مرحلة مهمة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وبلغت شدّة الزلزال الذي ضرب المغرب 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
تضامن واسع واستعداد للمساعدة.. هذه الدولة التي رحبت بها المغرب!
ذكر بيان وزارة الداخلية المغربية أن المملكة ترحب “بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم”.
وأعلنت دول عدة، من بينها الجزائر وإيران، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال العنيف الذي شهدته المملكة.
إلى ذلك أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “حزنه الكبير وأكد استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي وكذلك فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مغرّداً بالعربية على منصة إكس وعارضاً مساعدة بلاده.
وأطفئ برج إيفل مساء السبت تكريما لضحايا الزلزال
وفتحت الجزائر مجالها الجوي المغلق أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى وأعرب الرئيس المصري عن “خالص العزاء للشعب المغربي مؤكدا تضامن مصر”، وكذلك فعل رئيس نيجيريا ووعد بالمساعدة في إعادة الإعمار.
وكتبت رئيسة تنزانيا سامية صولوحو: “أفكارنا وصلواتنا معكم”، وكذلك فعل نظيرها الكيني وليام روتو ورئيس ساحل العاج الحسن وتارا.
وأعرب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل الأردني عبد الله الثاني عن تعازيهم وتضامنهم
وأتت التعازي من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأعلنت قطر وتونس مغادرة فريق إغاثة إلى المناطق المنكوبة وأعربت الخارجية اللبنانية عن كامل تعاطفها مع المملكة.
في المقابل، استجابت السلطات المغربية لعروض الدعم التي قدمتها :االإمارات العربية المتحدة وقطر وإسبانيا والمملكة المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ، وفق بيان وزارة الداخلية.
لبنان يتضامنون.. والجالية اللبنانية بخير
عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تعاطف لبنان مع المغرب، قيادة وشعبا، في هذه المحنة الاليمة التي أصابته بنتيجة الزلزال الذي ضرب مناطق مغربية عدة.
وفي برقية وجهها الى ملك المغرب محمد السادس بن الحسن، قال ميقاتي: “لقد آلمنا المصاب الكبير الذي حل بالمغرب الشقيق، ولكننا على ثقة أنه سيتجاوز بارادة شعبه هذه المحنة وينهض من جديد”.
وأضاف: “نسأل الله أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل”.
وأبدى استعداد لبنان للمساعدة في عمليات الاغاثة الجارية، ووضع امكاناته في تصرف المغرب الشقيق للخروج من هذه المحنة المؤلمة.
وتبلغ ميقاتي عبر سلسلة اتصالات اجراها بالسفارة اللبنانية في الرباط ان جميع اللبنانيين في المغرب بخير في أعقاب الزلزال العنيف الذي هز مناطق في المغرب أمس.
ضوء أزرق قبل الزلزال وينابيع بعده
أظهر مقطع من كاميرا مراقبة في المغرب ومضات ضوء زرقاء في السماء لحظة وقوع الزلزال، ما أعاد للأذهان الصورة ذاتها عند وقوع زلزال سوريا وتركيا قبل أشهر.
والضّوء الأزرق ظاهرة موقتة، وهو وميض يحدث وقت الزلزال فقط، ويتكوّن نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية. والكسر الذي يحدث يتسبب في احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خصوصاً إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار.
ويتزايد تأثير الاحتكاك عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما تنتج عنه حرارة عالية ووميض، وهو شيء طبيعي بعد حدوث الكسر إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر.
هذا الضوء أو الوميض لا يكون في كل الزلازل، لكن يكون وفق المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات “طمي” لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق، وهو عبارة عن شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك، لكنه يرتبط فقط بوقت حدوث الزلازل، وقد يُرى قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى سرعة الضوء والتي تتجاوز سرعة الصوت.
View this post on Instagram
في سياق آخر أظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر ومواقع التواصل الاجتماعي تفجر ينابيع وظهور شلالات للمياه الجوفية في منطقة سوس والحوز عقب الزلزال.
ظهور شلالات #مياه_جوفية بين شقوق الجبال في المناطق المتضررة من زلزال الحوز#المغرب#زلزال_المغرب pic.twitter.com/2KYyrleXY2
— هنا لبنان (@thisislebnews) September 11, 2023
خسائر كبرى عشية الموسم السياحي
يواجه المغرب خسائر محتملة تصل إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المرجح أن تتراوح الخسائر بين مليار دولار و10 مليارات دولار، وفقا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
فيما قال صندوق النقد الدولي، يوم الأحد، إنه يعمل على دعم المغرب واقتصاده بعد مأساة الزلزال.
وضرب الزلزال البلاد قبل أسابيع من ذروة موسم السياحة،
هل توقّع العالم الهولندي حدوث الزلزال؟
اقترن زلزال المغرب بالشائعات، وأبرزها أنّ زلزال ثان سيضرب المنطقة.
ونسبت تلك التوقعات للعالم الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، الذي كان توقع قبل أيام الكارثة التي حلت بالمغرب، حاصدة أكثر من ألفي قتيل.
إلا أن هوغربيتس أطل ثانية عبر حسابه في منصة “أكس”، نافياً الأمر.
وقال في تغريدة: “يبدو أن بعض وسائل الإعلام ادعت أنني توقعت حدوث زلزال كبير آخر في المغرب، لكن هذا الادعاء غير صحيح.”
زلازل مدمّرة عرفها العالم في السنوات الماضية
شهدت عدد من الدول العديد من الزلازل خلال الـ25 سنة ماضية، بعضها كان مدمراً وفق “أسوشييتد برس”، وتوزعت على الشكل التاالي:
8 أيلول 2023: في المغرب، قتل زلزال بقوة 6.8 درجات أكثر من 2122 شخصاً، وفقاً لحصيلة غير نهائية.
6 شباط 2023: في تركيا وسورية، قتل زلزال بقوة 7.8 درجات أكثر من 21600 شخص.
25 نيسان 2015: في نيبال، قتل زلزال بقوة 7.8 درجات أكثر من 8800 شخص.
11 آذار 2011: زلزال بقوة 9.0 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليابان يؤدي إلى حدوث تسونامي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 18400 شخص.
12 كانون الثاني 2010: في هايتي، قُتل أكثر من 100 ألف شخص بسبب زلزال بقوة 7.0 درجات. قدرت الحكومة عدد القتلى بنحو 316 ألفا، لكن حجم الدمار جعل من المستحيل إجراء إحصاء دقيق.
12 أيار 2008: ضرب زلزال بقوة 7.9 درجات شرق سيتشوان في الصين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 87500 شخص.
27 أيار 2006: قُتل أكثر من 5700 شخص، عندما ضرب زلزال بقوة 6.3 درجات جزيرة جاوة الإندونيسية.
8 أتشرين الأول 2005: زلزال بقوة 7.6 درجات يقتل أكثر من 80 ألف شخص في منطقة كشمير الباكستانية.
26 كانون الأول 2004: زلزال بقوة 9.1 درجات في إندونيسيا يؤدي إلى حدوث تسونامي في المحيط الهندي، ما أسفر عن مقتل حوالي 230 ألف شخص في عشرات البلدان.
26 كانون الأول 2003: ضرب زلزال بقوة 6.6 درجات جنوب شرق إيران، ما تسبب في مقتل أكثر من 20 ألف شخص.
26 كانون الثاني 2001: زلزال بقوة 7.6 درجات يضرب ولاية غوجارات في الهند، ما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 20 ألف شخص.
17 آب 1999: زلزال بقوة 7.6 درجات يضرب مدينة إزميت في تركيا، ما أسفر عن مقتل حوالي 18 ألف شخص.
مواضيع ذات صلة :
ماكرون في المغرب لـ3 أيام | المغرب يسجل أول حالة إصابة بجدري القردة | فيضانات “غير مسبوقة” جنوب المغرب وسقوط قتلى |