صاروا 103
صاروا مش مية، 103، وكل ما تغيّر على المستوى السياسي أن من كانوا مع الأم الحنون صاروا ضدها، ومن كانوا مع الأمير فيصل بن الحسين تحوّلوا إلى عطوفة المير جان إيف لودريان.
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
20 رئيس جمهورية تعاقبوا على حكم لبنان، في ظل الإنتداب والاستقلال الأول والإحتلال والاستقلال الثاني. رئيسان اغتيلوا: بشير الجميل ورينيه معوض. ثلاثة مددوا. إثنان رغبوا بالتمديد. معظمهم جاء للحل وجميعهم خرجوا بمشكل… أو بحرب.
20 رئيس جمهورية في 103 سنين. نعمة!
أكثر من 60 دولة صديقة ومحتلة وإخت… أرسلت جيوشها إلى لبنان في 103 أعوام تحت مسميات عدة: إنتداب، قوة ردع، متعددة الجنسيات، طوارئ دولية، إحتلال.. حتى دول مقدونيا الشمالية وبروناي وكازاخستان ومنغوليا فيجي أرسلت جنوداً ينعمون بطيب الإقامة في ربوع لبنان مع إخوانهم في قوات اليونيفيل.
يوم أعلن الجنرال هنري غورو، ولادة دولة لبنان الكبير في 1 أيلول سنة 1920 كانت شركة المرسيدس تحتفل بباصاتها الجديدة التي كرجت على طرقات برلين. وفي السنة 103 على احتفالية المرسيدس الأولى وولادة الدولة، علمنا أن وزير الأشغال العامة علي حمية يواصل مساعيه الحثيثة لتأمين سائقين لخمسين حافلة قدمتها فرنسا كهبة منذ سنة ونصف.
ويوم ولادة لبنان الكبير كان عدد سكان لبنان أقل من 800 ألف نسمة. 52% منهم مسيحيون و48 % محمّديون ودروز. بعد 103 سنوات تغيرت النسبة وصارت 52% لبنانيون و48% نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون.
صاروا 103. نصفها على الأقل عاشها أجدادنا على الشمعة والقنديل و”اللوكس” ويعيشها أحفادنا على هدير الموتورات ونحن عشناها نشتم شركة كهرباء لبنان وكونفوشيوس… وجبران النبي.
عمر الشارة المرورية من عمر لبنان. أي 103 أعوام. وكل يوم لا بد أن نسمع “الضو أحمر يا حمار”.
صاروا 103. راح وديع ونصري وصباح وملحم وزكي والأخوين فليفل والأخوين رحباني وما باقيلنا في العصر الحديث سوى الأخوين فادي وزاهي حلو.
صاروا مش مية، 103، وكل ما تغيّر على المستوى السياسي أن من كانوا مع الأم الحنون صاروا ضدها، ومن كانوا مع الأمير فيصل بن الحسين تحوّلوا إلى عطوفة المير جان إيف لودريان.
صاروا 103. ولمزيد من الدقة 103 و15 يوماً.
أول ثلث من عمر المجالس النيابية ومن عمر الجمهورية تعرفنا على 15 رئيس لمجلس النواب. وفي الثلث الأخير تعرّفنا على واحد فقط؛ نبيه بري المشغول منذ أشهر بتحضير طاولة جديدة للحوار. بحسب مصادر عين التينة وعين الدلبة صارت الطاولة جاهزة ولا ينقصها سوى “تنزيل السخن” وحضور “المعازيم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |