الحوار المفتوح.. لمَ لا؟
الاشتراك في الحوار قد يؤمّن مخارج سياسيّة للوصول إلى تسوية رئاسيّة، بينما مقاطعة الحوار تبدو وكأنها إقفال تام للمنافذ السياسية وإبقاء البلاد في الفراغ فترة طويلة.
كتب رامي الريّس لـ “هنا لبنان”:
مع انسداد الأفق السياسي والمؤسساتي في ما يخصّ الاستحقاق الرئاسي، لا مفرّ من الحوار مهما كانت الاعتراضات عند البعض ربما محقة أو مبنية على خلاصات سلبيّة من تجارب سابقة. لا بديل عن خوض هذه التجربة في محاولة لإخراج البلاد من عنق الزجاجة.
الاشتراك في الحوار قد يؤمّن مخارج سياسيّة للوصول إلى تسوية رئاسيّة، بينما مقاطعة الحوار تبدو وكأنها إقفال تام للمنافذ السياسية وإبقاء البلاد في الفراغ فترة طويلة. ليس مقبولاً أن تنجح أطراف التعطيل في جر الأطراف “السياديّة” الأخرى إلى “ملعبها” بحيث يصبح التنافس بين الفرقاء عمّن “يتحمّل” الفراغ فترات زمنيّة أطول.
بطبيعة الحال أن لعبة “عض الأصابع” يمكن للقوى السياسيّة أن تمارسها بطول أناة ودون أن يرفّ لها جفن، ولكن من يدفع الأثمان الباهظة هو الشعب اللبناني الذي يعاني الأمرين وتكاد تُقفل في وجهه كل الأبواب باستثناء أبواب الهجرة ما يُفرّغ البلاد من طاقاتها وشبابها وأسرها.
المقترحات باتجاه الحوار تتقدّم وفكرة الحوار المتواصل دون انقطاع لانتخاب الرئيس (على طريقة انتخاب الحبر الأعظم) كما وصفها رئيس مجلس النواب تبدو منطقيّة ومعقولة. حتى في أعرق الديمقراطيات تتشاور القوى المتنافسة فيما بينها عندما تفشل صندوق الاقتراع (أو التصويت الإلكتروني الأكثر حداثة الذي لا يزال غير معمول به في المجلس النيابي رغم توفره) في حسم الخيارات الانتخابية بشكل حاسم.
المطلوب الخروج من هذه الدوامة السلبيّة من التحديات والتحديات المضادة وعقلنة الخطاب السياسي والأدبيات المستعملة على قاعدة أن الإلغاء والإلغاء المتبادل غير متاح سياسياً أو إعلامياً أو حتى عسكرياً.
مع تدهور الأوضاع الإقتصاديّة والاجتماعية والمعيشية ونفاذ الوقت أمام الخيارات الممكنة للانقاذ، ومع وصول صندوق النقد الدولي إلى “حافة اليأس” في ما يخص الاتفاق المبرم مع لبنان على مستوى الموظفين وعدم القدرة على تطبيق الإصلاحات المطلوبة لرفع هذا الاتفاق إلى مصاف الاتفاق الشامل مع ما سيوفره من فتح الباب أمام التمويل الخارجي مجدداً؛ أمام كل هذه العثرات، يبدو أن لبنان سيكون أمام مرحلة قاسية في القادم من الأيام.
ولكل الذين يقولون أن الرئيس بعد اتفاق الطائف لم يعد له دور أو أهمية، إليكم الدليل: البلاد معطلة برمتها بسبب عدم انتخاب الرئيس الجديد. الرئيس له دور كبير في أن يكون الناظم الأساسي للحياة الدستورية والسياسية في البلاد. اللبنانيون ينتظرون بفارغ الصبر الرئيس الجديد على أمل أن يكون على قدر التوقعات والآمال.
مواضيع مماثلة للكاتب:
7 أكتوبر: منعطف جديد في الشرق الأوسط! | لبنان يُهمَّشُ أكثر فأكثر! | إلى متى انتظار تطورات المشهد الإقليمي؟ |