اتصال مهمّ بالراعي… والأمن يمنع جعجع… ولا مبادرة حكوميّاً لهذا السبب

أخبار بارزة, لبنان 22 شباط, 2021

كتب داني حداد في موقع mtv:

الحدث في بكركي. يكثر الصاعدون على أدراج الصرح، في هذه الأيّام. وأحياناً يكثر المتسلّقون، والمتزحلقون، نزولاً. ولا ننسى الخائبين الساعين الى إقناع بشارة الراعي بعكس ما يقوله. لكنّ الرجل يزداد صلابةً.

نال طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان تأييداً خارجيّاً أكثر منه داخليّ، على عكس طرح الحياد الذي نال ترحيباً داخليّاً يفوق الخارجيّ.
وقد تلقّت بكركي، في الأيّام الأخيرة، أجواء أوروبيّة إيجابيّة تجاه طرح سيّدها، ولكنّ البارز كان اتصال ممثل الأمم المتحدة السابق في لبنان يان كوبيتش بالبطريرك ونقله رسالة إيجابيّة من أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وهو اتصال لم يُعلَن عنه.
إلا أنّ الراعي، كما أشدّ المتحمّسين لطرحه، يدركون أنّ خطوته تحتاجُ الى مسارٍ طويل دونه عراقيل كثيرة، لعلّ أولى ملامحها ظهرت في الموقف الذي أطلقه الثلاثاء الماضي أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله.
وستكون الأنظار متّجهة هذا الأسبوع الى مقرّ البطريركيّة المارونيّة التي سيزورها أكثر من وفدٍ وشخصيّة، ليُتوَّج الأسبوع “البكركيّ” بتحرّكٍ شعبيّ يتمّ التحضير له السبت المقبل، ستشارك فيه مجموعات ناشطة زار ممثّلون عنها بكركي تحضيراً للزيارة.
ومن العناوين البارزة على أجندة البطريرك الراعي زيارة وفد من تكتل “الجمهوريّة القويّة”، ممثّلاً رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع الذي يتّخذ تدابير أمنيّة مشدّدة في هذه الفترة تمنعه من الخروج من معراب، حتى الى بكركي القريبة.
وتشير المعلومات الى أنّ اتّصالاً هاتفيّاً يتمّ أسبوعيّاً تقريباً بين الراعي وجعجع، وتُبحث فيه مختلف التطورات السياسيّة. أما على خطّ بعبدا، فالتواصل مجمّد حاليّاً بسبب التباين في المواقف من جهة وبسبب إدراك الراعي أنّ أيّ مبادرة سيقوم بها على الصعيد الحكومي سيكون مصيرها الفشل، خصوصاً في ظلّ التوتّر السائد في المواقف، بعد كلام رئيس الحكومة المكلّف وردّ رئيس التيّار الوطني الحر. لا بل أنّ أحد المقرّبين من بكركي يستخدم عبارة “مش عم يسترجوا يحكوا معو”، في الإشارة الى أنّ التواصل مقطوع حاليّاً مع فريق رئيس الجمهوريّة والنائب جبران باسيل، باستثناء “خروقات” يقوم بها أصحابها بشكلٍ منفرد ومن دون تكليف من الرئيس ميشال عون أو باسيل.

ولعلّ أهميّة ما يقوم به البطريرك الراعي ليس فقط في خواتيم مبادرتَيه، الحياد ثمّ المؤتمر الدولي، بل في استعادة بكركي دوراً سرقت وهجه ثنائيّة مسيحيّة عاشت وقتاً قصيراً، وانتهت بالعودة الى صراعها القديم. والأهمّ أنّ بكركي، بصوت سيّدها الصارخ في بريّة الوطن، كي لا نقول المزرعة، تزرع بعضاً من أملٍ في نفوس من يشهدون ويشاهدون تغيير وجه لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us