صورة لبنان
لقد دفع لبنان ثمناً كبيراً لقضايا لم يجنِ منها سوى المآسي والنكبات، والأنكى أن بين اللبنانيين من حمل لواء هذه القضايا فساهم ويساهم بتدمير بلده وفرار أبنائه.
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
لا يمكن للبنان الذي ورد اسمه في الكتاب المقدس ٧١ مرة إلا أن يكون على الصورة التي ذكر بها من جمال وقداسة، وقد يجسد أمين معلوف صورة لبنان الحديث الذي نرغب به من حضارة وثقافة وعلم وانفتاح وبراعة في مجالات تفيد البشرية لا تصيبها بالمآسي كالسلاح والصواريخ والمتفجرات والمشاريع السياسية التي أخذت وتأخذ البلد إلى الإنهيار والإنعزال.
لبنان هذا البلد الصغير الكبير بقدرة أبنائه على الإبداع في كل المجالات لا يحتاج سوى إلى استقرار أمني وسياسي يؤدي إلى ازدهار إقتصادي يتيح لأبنائه البقاء فيه والإبداع على أرضه وحتى لو غادروا تبقى العودة لهم هدفاً أساسياً لخدمة وطن يمكن أن يكون من أفضل الأوطان في المنطقة والعالم.
لقد دفع لبنان ثمناً كبيراً لقضايا لم يجنِ منها سوى المآسي والنكبات، والأنكى أن بين اللبنانيين من حمل لواء هذه القضايا فساهم ويساهم بتدمير بلده وفرار أبنائه، ولم يتعب هؤلاء من التسبب بالمزيد من المصائب والخراب لا بل جعلوا من الأمر نهج حكم وحياة فأغرقوا البلد في ثقافة الموت وعملوا جاهدين على ضرب كل ما يبعث ثقافة الحياة على مساحة الـ ١٠٤٥٢ كلم مربع.
هذه الصورة يحاول لبنانيون إسقاطها وإعادة لبنان الصورة المشرفة إلى العالم أجمع وفي هذا المجال يندرج انتخاب أمين معلوف كأمين عام دائم للأكاديمية الفرنسية، كما يندرج فنّ فرقة مياس والأهم يندرج فيها ما يقوم به كل شاب وشابة لبنانية في مجالات العلم والأدب والطب والموسيقى والهندسة والأزياء وغيرها من المجالات.
تلك الصورة المشوّهة يجب أن يتصدى لها لبنانيون في الداخل أيضاً لأن استمرارها سيكون طريقاً لتصدير المزيد من التشوهات التي تلصق بأبناء بلد الأرز الذين سيصابون في حقوقهم ووجودهم وهويتهم ونمط عيشهم الذي يؤخذ باتجاه ظلامية لا يمكن أن تسقط إلا بالفكر والثقافة والفن والأدب والعلم.
إن الصورة المشوهة للبنان أصبحت لدى البعض عنواناً لعمل سياسي يراد منه محو صورة لبنان المشرقة فتلك الصورة لم تكن تتماشى أبداً مع ثقافتهم ومعتقداتهم ومشاريعهم، فوجدوا في ما يتخبّط به لبنان اليوم مناسبة للإنقضاض على هذه الصورة.. وكل الخوف أن ينجحوا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |