“الإتّحاد جدة” وتمثال سليماني
رفض لاعبو الاتّحاد جدة خوض مباراتهم المقررة مع فريق “سباهان” بسبب وجود تمثال نصفي على مسافة أمتار من خط ملعب نقش جهان ولافتات سياسية. فطلبت إدارة الإتحاد من مراقب المباراة العمل لـ “إزالة اللافتات والتماثيل”، وهذا ما لم يوافق عليه الإيرانيون
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
في حزيران الفائت رفض وزير الخارجية السُعودي الأمير فيصل بن فرحان عقد مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في ظلّ وجود وجود صورة للقائد السابق في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني المتهم بالتخطيط لاغتيال عادل الجبير يوم كان سفيراً في واشنطن. بإزاء الرفض السعودي اضطر الجانب الإيراني إلى تغيير القاعة وعزت وزارة الخارجية تبديل المكان “لأسباب فنية”! هل كان وزير خارجية لبنان عبدالله أبو حبيب ليعترض في حال وُجد بنفس القاعة وخلفه صورة قائد فيلق القدس الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع العام 2020 لكفّ شرّه عنها؟
تلافت إيران مشكلة سياسية في طهران بعد تطبيع العلاقات مع المملكة ولم تتلافَ مشكلة كروية في أصفهان، إذ رفض لاعبو الاتّحاد جدة خوض مباراتهم المقررة مع فريق “سباهان” بسبب وجود تمثال نصفي على مسافة أمتار من خط ملعب نقش جهان ولافتات سياسية. فطلبت إدارة الإتحاد من مراقب المباراة العمل لـ “إزالة اللافتات والتماثيل”، وهذا ما لم يوافق عليه الإيرانيون.
سليماني ملهم الرياضيين. ملهم الجهاديين. وملهم المثقفين أيضاً، وهذا ما اختبرناه في بيروت.
في آذار 2021، احتفت بيروت الثقافية بقائد فيلق القدس، في معرض الكتاب العربي في بيروت، وبسبب رفع صورته على مدخل “دار المودّة” وقع “مشكل” إشكالي تُرجم عراكاً حبياً وكلاماً قليل الأدب بين عشاق الأدب.
في روسيا يراعون المشاعر. إكتفى الشيوعيون بجائزة لينين تاركين يوسف ستالين يكتم غيظه في قبره.
والسنة الماضية احتفت بيروت بحدث لا يٌنتسى: “جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوِم” برعاية عدو باربي الرقم واحد محمد المرتضى.
أسئلة كثيرة راودت البيئة الثقافية: كيف هبط اسم اللواء سليماني على عوالم الشعر والرواية وصناعة السينما؟ وهل يمكن وضع جائزته على نفس السويّة مع جائزة غوته للشعر وجائزة بوكر المخصصة للأعمال الروائية وجائزة الدب الذهبي التي يمنحها مهرجان برلين السينمائي؟ تُرى هل نشهد في السنوات المقبلة، وبرعاية المرتضى، فعالية جائزة وفيق صفا للتأليف السمفوني؟
المرشد الأعلى للجمهورية، سيد الشعر والأدب والفقه الدستوري والإقتصاد والدين والاستراتيجيا وابتكار الحلول لأزمة النازحين وصف اللواء “بالنموذج الإلهامي الاسطوري”. عال! ضع صورته أمامك تُطلع معلّقة كل ثلاثة أيام. وضع تمثاله في ملعب “نقش جهان” فيتحوّل لاعبو أي فريق إيراني إلى 11 أسطورة.
قالوا الكثير في اللواء سليماني، عندنا في الغبيري وهناك في صنعاء وفي بيت الزور وفي كل بيئة حاضنة لإيديولوجيا الجمهورية الإسلامية، وقيل في اللواء “الشهيد” ما لم يقل بحق المناضل العنيد إلييتش راميريز سانشيز. ذات يوم وصفه وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، بأنه “وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي في زي بطل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |