نتائج غير مسبوقة ستنتج عن عملية “حماس” اليوم.. وفي هذه الحالة قد تشتعل جبهة لبنان!
في حال ارتفع منسوب القتلى في غزة يمكن أن يتدخّل الحزب وهذا قرار يتّخذه الإيرانيون في إطار نظرية وحدة الساحات، ومن الممكن أن يتمّ توريط لبنان إذا قضت الحسابات الإيرانية بذلك..
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
شهدت الساحة الفلسطينية اليوم أحداثًا قد تُؤسّس لمرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، حيث أطلقت حركة “حماس” عملية عسكرية واسعة لم تكن تتوقعها إسرائيل، فما هي حدود هذه العملية؟ وما هي أهدافها؟ وهل تتحرّك الساحة اللبنانية في إطار وحدة الساحات؟
يعتبر الصحافي والباحث السياسي علي حمادة أنّ هذه العملية العسكرية التي أطلقتها حركة “حماس” ضد الإسرائيليين هي عمل غير مسبوق، إذ ليس هناك في تاريخ المواجهات الفلسطينية – الإسرائيلية من عملية شبيهة بها من حيث قوتها واتساعها وشموليتها وخطورتها، وبالتالي نتائج هذا العمل يمكن أن تكون نوعية.
وقال حمادة في حديثه لـ”هنا لبنان” إنّ “هذه العملية تذكّرني بهجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحّدة، من ناحية جدّيتها، وبالتالي رد الفعل الإسرائيلي يمكن أن يختلف تمامًا عن أي رد فعل سابق حصل في المواجهات الأربعة التي سبقت، منذ العام 2008 ولغاية العام 2021، من هنا اعتقادي أنه من الصعب التكهّن بردود الفعل الإسرائيلية بالمعنى الشامل، فإسرائيل الآن ما زالت تحت تأثير الصدمة الكبيرة والهائلة التي أصابت عمق المجتمع الإسرائيلي والدولة الإسرائيلية”.
وأضاف: “هنالك العديد من الإعتبارات التي يجب أن تؤخذ في الحسبان، الإعتبار الأول هو إنهاء الإختراق الكبير الذي حصل في غلاف غزة، ثانيًا وهو الأهم، الأخذ بعين الإعتبار أن هناك العشرات من الرهائن الإسرائيليين موزّعون في أحياء غزّة وأنفاقها، ما سيمنع الإسرائيليين من شنّ ضربات كما يريدون، ثالثًا، يحتاج الإسرائيليون للتفكير بروية بإجابة عن السؤال التالي: هل هم مستعدّون للقتال على أكثر من جبهة، بمعنى حرب كاملة وشاملة؟”
أما بالنسبة لإحتمالية اشتعال جبهة الجنوب بتدخل عسكري من “حزب الله”، فيرى حمادة أنّه “في حال ارتفع منسوب القتلى في غزة يمكن أن يتدخّل الحزب وهذا قرار يتّخذه الإيرانيون في إطار نظرية وحدة الساحات، ومن الممكن أن يتمّ توريط لبنان إنّما حتّى الآن لا يمكننا أن نعرف، لكنّ تقديري بأنّ الحسابات الإيرانية هي تحييد لبنان وتحييد جبهة حزب الله في الوقت الحاضر لأنّ الضربة كبيرة جدًّا على الإسرائيليين”.
من جهته، يقول العميد المتقاعد خالد حمادة إنّ “حركة “حماس” نجحت باختطاف المبادرة وتحقيق المفاجأة صباح اليوم بالهجوم من قطاع غزة على الداخل الإسرائيلي الذي تزامن مع إطلاق عدد كبير من الصواريخ مع عمليات تسلّل واشتباكات في أكثر من 21 موقعًا مع القوات الإسرائيلية”.
وأضاف العميد حمادة في حديث لـ”هنا لبنان: “هذه العملية التي كان يتكلّم عنها العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبناني وكان يحذر البعض من حصولها في الجولان، حصلت في قطاع غزّة، وللمرة الأولى يكون هذا الاشتباك مختلفًا عن سابقاته التي كانت تقتصر على تبادل عمليات إطلاق الصواريخ”.
ويكمل: “للمرة الأولى نرى هذا العدد الكبير من القتلى الإسرائيليين سواء بين الجنود أو المستوطنين وكذلك هذا العدد الكبير من الأسرى المدنيين الذين تكلّمت عنهم إسرائيل قبل أن تتكلّم عنهم حركة “حماس”، لكن يبقى السؤال الآن: ما هي الحدود المرسومة لهذه العملية وما هي الإجراءات التي ستتخذها إسرائيل وماذا سيكون وقع ذلك على كل المسار الدولي؟”
وبحسب حمادة فإنّ “هذه الليلة ستكون حاسمة على صعيد تبلور الموقف العسكري، فهل بإمكان هذا الزخم الفلسطيني أن يتفاعل، وهل هناك مراحل جديدة لم تتكشف بعد، وأهداف جديدة ستتم مهاجمتها؟ وطبعاً سيتم البناء على ردود الفعل الإسرائيلية والدولية، إذ أنّ هناك مواقف دولية متضاربة ولا يمكن توقع النتائج حتى الآن ويجب الانتظار ولكن لا شك أنّ ما حصل هو غير مسبوق”.
وحول ما إن كانت العمليات ستمتدّ إلى لبنان، يعلّق حمادة بالقول إنّ “لبنان له ترتيبات أخرى ولن تشهد الساحة اللبنانية أي عمليات عسكرية، أمّا ما حصل على الحدود الجنوبية منذ قليل، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي النار على عناصر من “حزب الله” كانوا يستقلون دراجات نارية عندما اقتربوا من السياج بالقرب من المطلّة “هو في إطار العراضات، والأمور لن تتطور وليس من مصلحة “حزب الله” أو إيران أو إسرائيل إشعال جبهة الجنوب”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |