البنزين المغشوش… محطات وشركات لا تحترم المواصفات ومناشدة للمسؤولين
يعود الحديث مجدداً عن مشاكل “غريبة عجيبة” تصيب المركبات وتوقفها عن السير حيث أجمع عدد من الميكانيكيين على أن السبب يعود إلى رداءة البنزين وخلوّه من مادة الأوكتان
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
بعد أن سلّطنا الضوء سابقاً على ظاهرة “السم الأخضر” البنزين المغشوش الذي يغزو الأسواق اللبنانية والذي يتسبب بأعطال مفاجئة للسيارات تهدد في أحيان كثيرة محركاتها، يعود الحديث مجدداً عن مشاكل “غريبة عجيبة” تصيب المركبات وتوقفها عن السير حيث أجمع عدد من الميكانيكيين على أن السبب يعود إلى رداءة البنزين وخلوّه من مادة الأوكتان.
ولحل المشكلة بشكل جذري حمل “هنا لبنان” معاناة اللبنانيين للمعنيين محاولاً وضع حد للغش والتلاعب الذي يتعرّض له المواطن ويجبره على دفع أموال طائلة بسبب البنزين المغشوش إلا أنّ أحداً لم يحرك ساكناً “والغش بعدو ماشي”.
وعلم “هنا لبنان” أنّ البنزين المستورد والموجود في المحطات هو 80 أوكتان وليس 95 أو 98 ما يعني أنه الأكثر رداءة، ويؤكد محمد صاحب أحد الكاراجات في منطقة بيروت أن الأعطال التي تصيب السيارات ازدادت خلال الأشهر الماضية حيث أن الزبائن ما زالوا يشتكون من الأعطال حتى وصل بهم الأمر إلى اتهامنا بغشهم وعدم تصليح سياراتهم.
ويقول محمد: “تتركز معظم الأعطال في البوجيهات وفلتر البنزين والبخاخات وطرنبة البنزين والسيلندر وتصل أحياناً كثيرة إلى المحرك، ولا مبرر لهذه المشاكل سوى خلو البنزين من مادة الأوكتان أو خلطه بمواد أخرى”.
ويضيف: “بعض محطات الوقود تلجأ إلى خلط البنزين بالماء أو بمواد كيميائية أخرى بغية تحقيق أرباح إضافية ما يلحق الضرر بالسيارات، إلا أنه من الصعب جداً كشفها في ظل غياب الرقابة”.
ويتابع: “على الزبون أن يعرف أن المشكلة في البنزين وليس من أصحاب الكاراجات، وطالما أنهم يعبئون وقوداً ذا نوعية رديئة فسياراتهم معرضة للأعطال بشكل مستمر، وطالما أن أصحاب بعض المحطات ضمائرهم ميتة فالأعطال التي يقوم المواطن بإصلاحها ستعود من جديد”.
ويحثّ محمد المسؤولين على “حل مشكلة البنزين المغشوش بأسرع وقت حرصاً على سيارات الناس وتجنباً لمشاكل قد تقع بين أصحاب السيارات وأصحاب الكاراجات. كما يطالب مديرية حماية المستهلك بأخذ عينات للبنزين من جميع المحطات وإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من صحته ومطابقته للمواصفات العالمية”.
من جهته، يقول ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا لـ”هنا لبنان”: “نحن كموزعي محروقات بإمكاننا التأكيد أن البضائع التي يتم تحميلها من قبل الشركات المستوردة مراقبة من الدولة اللبنانية والمختبرات في بلد المنشأ من شركة رقابة مستقلة، كما أنه لا يمكن لأي باخرة أن تدخل لبنان إلا بعد خضوعها للفحوصات المخبرية تحت إشراف المديرية العامة للنفط وحصولها على شهادة تصديق تثبت جودتها”.
ويشدد على أن “الشركات المستوردة للنفط والتي نتعامل معها تستورد بنزين 96 أوكتان وهو ذو نوعية جيدة، ويبقى على المواطن أن يختار محطات تعبئة البنزين المعروفة والتي تحتوي على خزانات نظيفة”.
وعما يقال عن وجود بنزين مغشوش، فيرى أبو شقرا أنها “معلومات غير دقيقة لأن أصحاب المحطات لا يمكنهم التلاعب بالمادة بعد تعبئتها في الخزانات، وقد يكون سبب الغش خلط البنزين بمواد أخرى من قبل محطات معينة أو شركات إلا أنني أستبعد الموضوع”.
بين الواقع الذي يعيشه أصحاب السيارات المعطلة والشكوك بجودة البنزين وإصرار المستوردين على مطابقته للمواصفات تبقى المسؤولية على وزارة الاقتصاد ومديرية حماية المستهلك للتحرك بجدية وفحص العينات من خزانات الوقود في المحطات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |