داني شمعون المقاوم الأول بوجه المسّ بسيادة لبنان
تمر الذكرى الثالثة والثلاثون لرحيل داني شمعون ولبنان يتخبط بمشاكله الداخلية وانعكاسات تطورات غزة على وضعه، فكم نحتاج أمثاله للعمل مع المخلصين في البلد للوقوف بوجه أي مخطط ضده!
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
٣٣ سنة مضت على رحيل داني شمعون ولا تزال محطات حياته الحافلة بالوطنية والشجاعة أمثولة تدرّس. عنوان واحد يختصر مسيرة الرئيس السابق للوطنيين الأحرار: المقاومة لمصلحة الوطن. ومن يستذكره من البعيدين قبل القريبين يردد التوصيف التالي: كان زعيماً لا مكان عنده للطائفية. وليس من قبيل الصدفة استرجاع هذه الصلابة التي امتلكها لمواجهة من أراد تدمير سيادة الوطن، لأن هناك حاجة إليها في بلد قدره أن يناضل بوجه اختطاف قراره. استمد النجل الأصغر للرئيس كميل شمعون القوة من والده وكان مقصداً لكثيرين ونسج علاقات طيبة مع الجميع ولا سيما مع أبناء منطقته دير القمر. وعلى الأرض كان الحاضر الأكبر في الاستبسال ومن أوائل الذين وضعوا خططاً للمواجهة وفق ما يتحدث المقربون منه وهذا ما تجلى خلال كشفه للمخططات الفلسطينية والسورية للقضاء على لبنان. وكان من أوائل الذين أسسوا اللجان المركزية في العام ١٩٧٦ من طبابة وإطفائية وغير ذلك.
تمر ذكراه الثالثة والثلاثون ولبنان يتخبط بمشاكله الداخلية وانعكاسات تطورات غزة على وضعه، فكم نحتاج أمثاله للعمل مع المخلصين في البلد للوقوف بوجه أي مخطط ضده!
وفي هذا السياق، يقول نائب كتلة الجمهورية القوية غياث يزبك لموقع “هنا لبنان” أن الراحل داني شمعون كان قامة وطنية ومقاوماً من الطراز الأول ومن أوائل المقاومين الذين استشرفوا سريعاً استدراج لبنان لمسارات توصله إلى الحرب من خلال استسلام الدولة لتسلط الحملات العربية وصعود نجم منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات متوقفاً عند اتفاق القاهرة الذي سلم سيادة الدولة لدويلة ناشئة اسمها منظمة التحرير تستخدم أرض لبنان لمشاريع تعود بالكوارث عليه.
ويشير النائب يزبك إلى أن ما جرى هو تآكل سلطة الدولة والقضاء على القوى الأمنية والجيش وقيام سلطة رديفة تعمل في خدمة السلطة الفلسطينية، ولم يستخدم تسليح المسلمين لمحاربة إسرائيل بل في الداخل وكان سعي الفلسطينيين يقوم على إنشاء وطن بديل في لبنان، مؤكداً أنّ الراحل داني شمعون عمل مع الرئيس الراحل بشير الجميل ومجموعة واعية على رفض انحسار دور الجيش ونشوء الدولة البديلة وكان داني المقاوم الأول وقائد نمور الأحرار الذي سعى إلى حماية لبنان وسيادته وقد اغتيل لأنه مقاوم.
من جهته يقول أمين الداخلية في حزب الوطنيين الأحرار ومنسق عام الجبهة السيادية كميل جوزف شمعون لموقعنا أن داني كان رجلاً وطنياً وصلة الوصل بين المسلمين والمسيحيين، بحيث ربطته علاقات طيبة مع الجميع ومع الرئيس سليم الحص. وكان الحاضر الأول في جبهات القتال قبل العسكر أنفسهم ومثالاً للرجولة والشجاعة، مشيراً إلى أنّ القداس الذي أقيم في مناسبة رحيله تميز بحضور سياسي وحزبي حتى من الذين كان على تباين معهم تماماً، فقد أظهر حضورهم الاتفاق على دور ونضال داني شمعون الذي لا يمكن نسيانه أبداً.
