لماذا يموت شبابنا يا سيّد؟
هؤلاء الشباب، بغضّ النظر عن انتمائهم السياسي، هم شباب لبنان، ولا يجب التفريط بأرواحهم. هذا الموت، حتى الآن، هو موتٌ مجّاني.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
لم تبدأ الحرب بعد، بالمعنى الرسمي للكلمة. ما يحصل هو ردّات فعل إسرائيليّة على عمليّة طوفان الأقصى تملأ عبرها الوقت الفاصل عن موعد الغزو البرّي، المؤجَّل حتى الآن.
لم يصدر عن حزب الله أيّ موقف يؤشّر إلى حجم مشاركته في الحرب إن اندلعت. نقل مقرّبون منه كلاماً عن خطوطٍ حمراء ستدفعه إلى المشاركة إن تخطّاها الإسرائيلي، من دون تحديد ماهيّة هذه الخطوط. وما يقوم به “الحزب”، حتى الآن، هو تطبيق لشعار “نحن هنا”، أي أنّه شريك في هذه المواجهة، من دون أن يخوضها بشكلٍ كامل، لأكثر من سبب.
ولكن، على الرغم من أنّ هذه الحرب لم تندلع، وقد لا تندلع أبداً إن نجحت مساعي التهدئة الدوليّة، نعى حزب الله حتى الآن نحو 30 شهيداً له، لا يتجاوز أيّ منهم، كما تدلّ الصور التي وزّعها لهم، الخامسة والعشرين من العمر.
30 شابّاً سقطوا من دون أن تبدأ المعركة، ومن دون صدّ هجومٍ برّي إسرائيلي على لبنان، ومن دون تحقيق أيّ إنجازٍ سوى إبقاء الجيش الإسرائيلي منشغلاً بجبهته الشماليّة وعدم التفرّغ لما يحصل في غزة، علماً أنّ هذه النظريّة ساقطة بالمنظار العسكري.
من هنا، يجدر سؤال حزب الله، وأمينه العام، من قبل اللبنانيّين، وخصوصاً من قبل الدولة اللبنانيّة: إذا سلّمنا جدلاً بالحقّ الممنوح لكم من قبل السلطة السياسيّة المتمثّلة بمجلس الوزراء للدفاع عن لبنان، ومقاومة أيّ اعتداءٍ عليه، فلماذا تتدخّلون سياسيّاً في مناوشات تستوجب ردّاً من الإسرائيليّين تسبّبت حتى الآن بمقتل نحو 30 شابّاً؟
30 شابّاً، والعدد تقريبيّ ومرجّح لأن يزداد بالتأكيد، تركوا زوجات وربما أبناء، وأمّهات وآباء يتحسّرون على رحيلهم، من أجل ماذا؟ من أجل إلهاء الجيش الإسرائيلي؟ أو من أجل مساعدة “حركة حماس” التي تعلنون، صراحةً، أنّها لا تحتاج حاليّاً لمساعدة؟
هؤلاء الشباب، بغضّ النظر عن انتمائهم السياسي، هم شباب لبنان، ولا يجب التفريط بأرواحهم. هذا الموت، حتى الآن، هو موتٌ مجّاني. فما من أرضٍ لبنانيّة تحرّرت، وما من عدوٍّ صُدّ، ولم نخطُ خطوةً واحدة على طريق تحرير فلسطين. فلماذا يموت شبابنا يا سيّد؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |