باسيل وحراكه “الإستعراضي”.. قائد الجيش هو الهدف!
يرغب رئيس التيار الوطني الحر قطف النصر دائماً، لكنه يسعى إلى أهداف أخرى ولعل أبرزها الوقوف بوجه قائد الجيش العماد جوزف عون بكل ما أوتي له من قوة سواء في ترشّحه لرئاسة الجمهورية أو التمديد له على رئاسة قيادة الجيش.
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
فجأة ومن دون سابق إنذار قرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن يتصالح مع المتخاصمين بعدما أمعن في الإساءة إليهم وحارب الحكومة التي كان وراء قيامها وأوعز إلى وزرائه بمقاطعتها تحت ذريعة الصلاحيات، وحلف باليمين ألّا ينتخب رئيس المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وها هو اليوم يجول ويدور للقول أنا مستعد لتوحيد الموقف من التطورات الراهنة. يرغب رئيس التيار الوطني الحر قطف النصر دائماً، لكنه يسعى إلى أهداف أخرى ولعل أبرزها الوقوف بوجه قائد الجيش العماد جوزف عون بكل ما أوتي له من قوة سواء في ترشّحه لرئاسة الجمهورية أو التمديد له على رئاسة قيادة الجيش.
وتقول أوساط سياسية لموقع “هنا لبنان” أنّ حركة باسيل أكثر من شعبوية وظاهرها شيء وباطنها شيء آخر، ولا يتوانى عن مواصلة الانقضاض على المواقع المارونية الأساسية، وفقط عندما يخدم أيّ هدف مصلحته يسعى إليه متناسياً الضرر الذي خلّفه وراءه في محطات عدة وما أكثرها! حتى أنه قضى على أساسيات وثوابت التيار البرتقالي.
وتسأل المصادر نفسها عن سبب تحركه الراهن وما إذا كان فعلاً يخشى على اللبنانيين من الحرب أم أنّ له “غاية في نفس يعقوب”؟ وتشير إلى أنه يصعب معرفة ما في في خاطر باسيل، لكن لن يهدأ في أيّ حملة يقودها ضدّ من يعتبره عدوه وهو مستعد لاستدارات وجولات ومحاولات ملتوية وملونة لتحقيق رغبته كما لصرف النظر عن إخفاقات محددة.
إلى ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ الياس الزغبي لموقعنا أنّ هذه الحركة المكوكية التي يقوم بها باسيل لا تندرج في إطار أيّ مسعى فعلي يؤدي إلى تقريب المواقف وتوحيدها في مسألتين الأولى: الموقف الضروري واللازم من مسألة توريط لبنان في الحرب، والثانية: الاستحقاق الرئاسي وما يمكن القيام به من خطوة لتحقيق هذا الهدف شبه المستحيل في الاتجاهين. وتبدو حركة باسيل فولكلورية استعراضية وفق الزغبي الذي يقول أنه لا يمكن انتظار أي نتيجة عملية منها.
ويضيف: في الاتجاه الأول أي توحيد الموقف اللبناني من مسألة الحرب لا يمكن أن نتوقع اجتماعاً خاصاً للقيادات والأحزاب والقوى التي تحرك باتجاهها لإعلان موقف صريح وحاسم من حزب الله مثلاً، لأنّ الحزب لا يخضع لأوامر داخلية وحتى لتمنيات لبنانية بل يربط قراره بمرجعيته في طهران، ولذلك في حال حصول أي اجتماع من هذا النوع وصدور أي بيان عنه سيكون بياناً إنشائياً يتحدث بعبارات عامة عن حماية لبنان وتحصينه بدون التجرؤ على الطلب من حزب الله عدم التورط في الحرب. أما في مسألة الاستحقاق الرئاسي، فلا شيء يوحي بأن هناك تبديلاً في المواقف لا من ناحية الثنائي الشيعي ولا من ناحية فرنجية وكذلك فرنجية كما أنّ رئيس التيار العوني لا يزال يمانع في تسهيل وصول فرنجية على الرغم من الانفتاح على هذا الأخير، ولذلك لا يمكن توقع إيجابيتين في هذا المجال، بل كل ما يمكن انتظاره في هذه الحركة هو تليين الموقف من مسألة الشغور في قيادة الجيش وإجراء بعض التعيينات الضرورية ولكن المفارقة الصارخة في كل هذا الحراك هي استمرار مقاطعة الحكومة وقد جاء الخلاف الطارئ الأخير بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع ليؤكد أنّ التيار العوني مستمر في المقاطعة على الرغم من الزيارة التي قام بها باسيل للرئيس ميقاتي بهدف تنقية الأجواء السياسية، فإذا بهذه الأجواء تزداد تلبداً على خلفية النيات غير السليمة في مسألة التقارب في هذه الزيارات الهوائية التي قام بها باسيل.
ويلفت إلى أنه إذا نجحت القوى الأخرى في إجراء تعيينات في المجلس العسكري وخصوصاً في موقع رئيس الأركان يكون باسيل قد أعطى بيد وأخذ بيد أخرى في مسألة إبعاد قائد الجيش عن الكرسي الرئاسي طالما أنه يراهن على سقوط فرصته بعد انتهاء ولايته على رأس المؤسسة العسكرية في مطلع السنة المقبلة.