القطاع الفندقي “يلفظ أنفاسه”… و”عروضات” بهدف الصمود
بعد الانفراج الذي شهده القطاع السياحي في موسم الصيف، أتت الحرب في غزة لتغيّر المشهد وتضع القطاع في دائرة الخطر من جديد
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
بعد أن خسر القطاع أكثر من 50% من نسب التشغيل بسبب القتال الدائر على الجبهة الجنوبية، يحاول أصحاب الفنادق الترويج لفنادقهم واستقطاب اللبنانيين إلى السياحة الداخلية من خلال “عروضات خاصة على الغرف بأسعار تشجيعية للباحثين عن الأمن والهدوء”.
ويأتي هذا التراجع بعد انفراجة في القطاع السياحي في موسم الصيف قبل اندلاع الحرب في غزة والتي غيّرت المشهد لتضع القطاع في دائرة الخطر من جديد، فقد أكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ “هنا لبنان” بأنّ معظم الفنادق أقفلت أبوابها وبعضها الآخر يعمل بشكل جزئي وهي شبه خالية من النزلاء.
ورأى الأشقر أنّ من تداعيات عملية “طوفان الأقصى” وفتح الجبهة الجنوبية، ضرب القطاع الفندقي، حيث أنّ نسب الحجوزات المتوقعة كانت تتراوح بين %20 و50%، بينما هي اليوم تسجل بين 0 و10%.
وأضاف: “بعد أن سجل الموسم السياحي في لبنان انتعاشاً ملحوظاً بالنسبة للقطاع الفندقي، وبعد أن أصبحت بيوت الضيافة المنتشرة في كل المناطق اللبنانية، من رأس بعلبك إلى صور والناقورة وفنيدق – عكار، موجودة على الخريطة السياحية، يتهاوى القطاع من جديد بعد أن تلقى ضربة قاضية بتسجيله أدنى نسبة تشغيل للفنادق المتواجدة في بيروت أما الفنادق خارج العاصمة فوضعها أسوأ بكثير بل كارثي”.
ولفت الأشقر إلى أن عدداً كبيراً من الفنادق أقفلت أبوابها خصوصاً تلك المتواجدة في الجبل وعلى الأطراف لعدم قدرتها على تحمل المصاريف والخسائر خصوصاً وأنها مجبرة على تأمين الكهرباء والمياه على نفقتها الخاصة في ظل عدم تسجيل نسب إشغال مقبولة”.
وفي ما يخص موسم الأعياد أكد الأشقر على أنّ “القطاع السياحي والفندقي تحديداً خسر موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، بعدما ألغيت الحجوزات في الفنادق وكذلك تذاكر الطيران، محذراً من تداعيات كثيرة ستلحق بالقطاع”.
أما بالنسبة للأحداث الأمنية وما ينتظر القطاع الفندقي فأشار إلى أنّ “الأوضاع لا تبشر بالخير في الأيام المقبلة حتى وإن تمّ اعلان انتهاء الحرب في غزة، فالقطاع يحتاج ما بين شهرين وثلاثة أشهر كي يستعيد 50% مما كان عليه، كما أنه من الصعب جداً أن نقنع السواح العرب والأجانب بزيارة لبنان وأن نقنع رجال الأعمال بالمشاركة بالمعارض والمؤتمرات في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن عودة لبنان إلى خارطة السياحة الغربية ستحتاج لوقت طويل”.
وعن العروضات الترويجية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يلفت إلى “أنه وبسبب نزوح بعض العائلات اللبنانية المتواجدة على المناطق الحدودية عمدت بعض الفنادق إلى تخفيض أسعارها إلى النصف تقريباً كي يتسنى للنازحين في حال توسع نطاق الحرب إيجاد مأوى يلجأون إليه بأسعار مقبولة بعد أن رفع أصحاب الشقق السكنية الأسعار مستغلين وجع الناس ومصابهم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |