تسجيل أهداف في ملف الجيش
بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع صراع سياسي على خلفية رئاسية وعلى خلفية تتعلق بالصلاحيات نيابة عن قوى سياسية أخرى ولكن هذا الصراع يجري في ملعب الجيش الذي يخشى من أنّ تسجيل الأهداف بين الجانبين سيكون على حسابه.
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
يرتاح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لانشغاله بالاجتماعات والتحركات المتعلقة بمعالجة تداعيات الحرب في غزة، فهي تشكّل بالنسبة له منفذاً لتفادي التورط في ملفات داخلية داهمة وأولها مصير موقع قائد الجيش، وعندما يُسأل ميقاتي عن هذا الموضوع يقول بأنّ الأمور قيد المعالجة.
حتى الآن لا يلوح في الأفق أيّ حل لهذا الشغور المتوقع وما أصبح مؤكداً أن ما يعرف بالتمديد لقائد الجيش لن يحصل لأنّ البعض يعارضه لأسباب تتعلق بعدم التمديد للواء عباس إبراهيم، والبعض الآخر يريد إقصاء العماد جوزف عون عن سباق رئاسة الجمهورية.
وإضافة إلى أنّ التمديد لن يحصل، فإنّ الخيارات الأخرى لم يكتب بعد النجاح لأيٍّ منها، فتكليف وزير الدفاع لأحد الضباط بقيادة الجيش دونه عقبات قانونية كما يبدو، والإتجاه الأكثر قبولاً لديه هو أن يتولى اللواء بيار صعب قيادة الجيش. وقال متابعون في التيار الوطني الحر لهذا الموضوع أن لا عقبات قانونية في وجه هذا التوجه ولن يكون هناك تمرد وتقاعس ورفض للأوامر في صفوف الضباط، إضافة إلى وقف المساعدات وأنّ كل ما يحكى في هذا الإطار هو من أجل إبعاد اللواء صعب الذي يتهمونه بالولاء للتيار، وسأل هؤلاء كيف يمكن لباقي الوزراء أن يمارسوا صلاحيات مطلقة في وزاراتهم ومن ضمنها التعيين ويتم إنكار هذا الحق على وزير الدفاع؟
في الخيارات غير المحسومة أيضاً تعيين رئيس للأركان، وهي خطوة يبدو أنها دخلت أيضاً في البازارات السياسية فأصبح هناك من يطالب بتعيينات شاملة في المجلس العسكري وعلى رأسها قائد للجيش وأن تشمل عندها رئيساً للأركان ومفتشاً عاماً ومديراً للإدارة، علماً أنّ الفريق السياسي المعني بتعيين رئيس للأركان وهو الحزب التقدمي الاشتراكي لا يحبذ أن تُلقى مسؤولية الجيش كاملة على هذا المنصب بل يفضل أن يبقى قائد الجيش إلى جانب رئيس الأركان المعين من أجل التشارك بالمسؤولية في هذا الظرف العصيب.
يبقى أيضاً ما يُعرف بتأجيل التسريح وهي الورقة التي يبدو أنّ ميقاتي يبقيها مستورة ويجري في شأنها مشاورات ولا سيما مع الثنائي الشيعي، وطبعاً يعارض التيار الوطني الحر اللجوء إلى هذه الورقة ويخشى أن يقدم ميقاتي على طرحها أمام مجلس الوزراء فهل يفعلها أم أنه يلوّح بها للقول بأنه قد أدى قسطه للعلى؟
بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع صراع سياسي على خلفية رئاسية وعلى خلفية تتعلق بالصلاحيات نيابة عن قوى سياسية أخرى ولكن هذا الصراع يجري في ملعب الجيش الذي يخشى من أنّ تسجيل الأهداف بين الجانبين سيكون على حسابه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |