قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي!
القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية غداً السبت، ستحدد المسارات وستحمل رسائل عدة تتعدى غزة جغرافياً في مضمونها، وفي توقيت عقدها أهمية بالغة كي تعطي رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني في عزّ حاجته له ولرفض ما تقوم به إسرائيل بحقه
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
فرصة استثنائية يعوّل عليها كثيرون لتكريس رأي عربي موحد إزاء الحرب الدائرة على أرض غزة والدفع نحو إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع المنكوب، إلى جانب رسم معالم المرحلة المقبلة بعدما أرست الحرب الدائرة قواعد مختلفة وكسرت أعرافاً كثيرة لدى الغرب قبل الشرق.
القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية السبت ، ستحدد المسارات وستحمل رسائل عدة تتعدى غزة جغرافياً في مضمونها، وفي توقيت عقدها أهمية بالغة كي تعطي رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني في عزّ حاجته له ولرفض ما تقوم به إسرائيل بحقه.
وفيما صوب كثيرون على القمة لأنها تأخرت، ركزت المواقف الأخرى على سعي الدول العربية طوال الفترة الماضية إلى إنشاء قاعدة دبلوماسية بالتواصل المباشر مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الصراع.
الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي الدكتور نايف الوقاع وفي حديث لـ “هنا لبنان”، رأى أنّ أهمية القمة العربية من أهمية الحدث بدءاً من مجريات الحرب في غزة وصولاً إلى التعاطي مع المتغيرات الجديدة في العالم.
ويشدد الوقاع على أن المملكة العربية السعودية قد قامت وتقوم بدورها وهذا هو نهجها مع قضية فلسطين المركزية وهي دعت لقمة عربية طارئة مع الأمل بحضور الجميع وعدم تخلّف أي مسؤول عربي عن الحضور.
والنقطة التي سيتم التركيز عليها بشكل مستفيض برأيه هي نبذ الخلافات بين الدول العربية والوصول بالتنسيق العربي إلى مستوى متقدم في القضايا الأساسية وإلّا فالتجربة الإسرائيلية ستضاف إلى سابقاتها وستتلاشى مع الزمن.
وفي قراءة للأحداث، رأى الوقاع أن عملية “طوفان الأقصى” من الناحية العسكرية استثنائية، لكن على المستوى السياسي فلا اسماعيل هنية ولا خالد مشعل استطاعا أن يرتقيا بالعمل السياسي إلى مستوى العملية التي جرت لأن الجناح السياسي قد قطع علاقاته مع الدول العربية ورمى كل ثقله في الحضن الإيراني، وإن بقيت حماس وهو يشك في بقائها فيجب أن تنضوي تحت عباءة السلطة الفلسطينية، إذ يُعاب على حماس انسلاخها عن المحيط العربي.
ومن جهته، شدد الإعلامي اللبناني خير الله خير الله في حديث لـ “هنا لبنان” على أهمية القمة التي وصفها بالاستثنائية في ظل تحولات نوعية تشهدها المنطقة وترقى لأن تكون أهمّ تحول منذ إعادة تشكيلها في عشرينيات القرن الماضي مع انهيار الدولة العثمانية والسؤال الكبير هل ستكون للعرب كلمة أم لا؟
ورأى أن حرب غزة ليست بسيطة إطلاقاً، ولأول مرة تتعرض إسرائيل لهكذا هجوم، لكن المشكلة تكمن في عدم امتلاك حماس أي مشروع سياسي قابل للحياة ما يعيق ترجمة ما جرى إلى انتصار سياسي والقمة العربية تدرك ذلك جيداً. لافتاً إلى أن الأهم يبقى في وقف الحرب والتفكير بمخرج سياسي على ألا تطغى الشعارات على القمة بل تكريس التعاطي مع الواقع ومحاكاة مخاض المنطقة.
وقال خير الله: إسرائيل لا يمكن إلا أن تنتقم وهنا خطورة الأمر والأخطر أيضاً إدراك أميركا واستيعابها الوضع الإسرائيلي وخطورته وهو ما دفعها إلى إعطاء إسرائيل الضوء الاخضر إلى حد كبير رغم المأساة الإنسانية التي تلاحق الفلسطينيين ولا سابق لما تقوم به إسرائيل، إلّا إذا استثنينا ما فعله النظام السوري بالسوريين.
أما بالنسبة للبنان، فعليه أولاً وأخيراً الالتزام بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 مهما تعرض للخروقات من الجانب الإسرائيلي لأن مصلحة لبنان تحتم الالتزام به كقرار دولي خصوصاً وأن خيار السلم والحرب ليس بيد الدولة اللبنانية بل لدى حزب الله وأي كلام عن تحييد لبنان يبقى في السياق العام لأن الواقع مخالف تماماً.
وختاماً اعتبر خير الله أن بيان القمة سيكون استثنائيًا مع مراعاة محافظة العرب لمصلحتهم وعليه قد لا يذهبون بعيداً في استفزاز المشروع الإيراني.
من أبرز الملفات المطروحة في القمة هو سعي السعودية وقيادتها مع الدول العربية إلى وقف إطلاق النار فوراً وفتح ممرات إنسانية والتشديد على نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتحقيق آماله وطموحاته، والسلام العادل والشامل والدائم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ووفق المعلومات فالقمة ستدعو لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فورًا، وسيشدد البيان الختامي على إتمام الاستحقاقات الدستورية اللبنانية كافة بموعدها على أن يعمل لبنان أيضاً على تحييد نفسه عما يجري من صراعات في المنطقة، وتشديد الدول العربية على استقرار الأوضاع في لبنان.
والإثنين، أعلنت الرياض احتضان قمتين عربية وإسلامية بشأن غزة، وتأجيل أخرى إفريقية.
وعشية القمة، كشف مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش عن موافقة عربية على عقد القمة الطارئة التي دعا إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 11 تشرين الثاني، في المملكة العربية السعودية وذلك بهدف أساسي، وهو وقف إطلاق النار ووقف قتل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعلنت عن تلقيها طلباً رسمياً من دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية، لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية في الرياض يوم 11 نوفمبر المقبل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! | العقوبات الأميركية على “الحزب” لن تتوقف.. فهل يتأثر؟ |