رغم الأزمات والحرب… قطاع الذهب “بأحلى حلّة”؟


خاص 15 تشرين الثانى, 2023
الذهب

شهد قطاع الذهب في لبنان ارتفاعاً بالأسعار وانتعاشاً ملحوظاً بعد أن زاد الطلب عليه لاعتباره وسيلة ناجحة للاستثمار لدى شريحة كبيرة من المواطنين والمغتربين، فمن كان يملك الدولار اتجه نحو شراء المعدن الأصفر إما لادخاره أو للاستثمار فيه، فبدأت أرقام استيراد سبائك الذهب بالارتفاع تباعاً، الأمر الذي أوصل القطاع إلى “أحلى حالاته”


كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

في عزّ الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان وقطاعاته وحده قطاع الذهب حافظ على مكانته، فبقي الأداة الاستثمارية الأهم لدى اللبنانيين الذين تركز طلبهم على الأونصات والليرات لأسباب داخلية وخارجية حتى اعتبرت 2023 سنة الاستيراد بامتياز لسبائك الذهب والمجوهرات في لبنان.
وبحسب نقابة تجار الذهب تم صرف مليار دولار على شراء المعدن الأصفر من الأسواق خلال العام 2022 وحتى أيلول 2023 باعتباره الملاذ الآمن لحلول المواطنين المادية.
فهل بقي “الأصفر” ملاذاً آمناً للبنانيين بعد عملية “طوفان الأقصى”؟

الخبير في الأسواق المالية نديم السبع يؤكد لـ “هنا لبنان” أنه “منذ بداية الأزمة الاقتصادية خلال العام 2019 وجائحة كورونا شهد قطاع الذهب في لبنان ارتفاعاً بالأسعار وانتعاشاً ملحوظاً بعد أن زاد الطلب عليه لاعتباره وسيلة ناجحة للاستثمار لدى شريحة كبيرة من المواطنين والمغتربين، فمن كان يملك الدولار اتجه نحو شراء المعدن الأصفر إما لادخاره أو للاستثمار فيه، فبدأت أرقام استيراد سبائك الذهب بالارتفاع تباعاً، الأمر الذي أوصل القطاع إلى “أحلى حالاته”.
وبحسب السبع: “فإنّ عدد كبير من اللبنانيين رغم الحرب في غزة وتدخل لبنان من على الجبهة الجنوبية مازالوا يشترون الذهب، فتصاعد المخاطر “الجيوسياسية” دفعت اللبنانيين إلى اقتناء الذهب ضمن محافظهم الاستثمارية حيث يُعدّ من أهم المعادن الثمينة، ما جعله قبلة أصحاب الأموال في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه وسيلة ادخارية مثالية تحفظ الأموال وتحقق العوائد”.
ويضيف: “للمعدن الأصفر مكانة خاصة في الاقتصاد العالمي واللبناني، ولذلك يستخدمه المستثمرون كوسيلة للتحوط من التضخم، أو لمواجهة أزمات كبيرة، مشيراً إلى أنّ المستثمرين عادة ما يتجهون نحو الملاذات الآمنة مع تزايد مخاطر التوترات والحروب وهو ما يحصل اليوم”.
وتوقع بأن “تقفز أسعار الذهب إلى مستويات 2000 دولار خلال العام المقبل بسبب احتمالية عدم رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، الأمر الذي يدعم أيضاً أسعار الذهب”.

وعلى وقع التوترات والتطورات الحاصلة جنوب لبنان يقول نقيب المجوهرات نعيم رزق: “شهد قطاع الذهب انتعاشاَ كبيراً خلال سنوات الأزمة مسجلاً أرقاماً قياسية من حيث المبيعات بعد أن فضل اللبنانيون الذين نجحوا في سحب بعض أموالهم، في الاستثمار لأنه يحافظ على قيمته على عكس العملات الورقية، مشيراً إلى أنّ مبيعات الذهب خلال النصف الأول من العام 2022 حتى أيلول 2023 فاقت المليار دولار، وبسبب زيادة الطلب والضغط على تجار الجملة عدد كبير من اللبنانيين كانوا ينتظرون دورهم لاستلام طلباتهم”.
ويتابع: “إلا أنّ مشهد الحرب في غزة وتدخل لبنان فيها أثر كثيراً على السوق التي شهدت ركوداً خلال الأسبوعين الماضيين، فتراجعت المبيعات إلى 90% بسبب أزمة النزوح وتدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين الذين فضلّوا خلال هذه الفترة الاحتفاظ بأموالهم”.
ويشير رزق إلى أنّ “معظم الذين يقصدون محلات بيع المجوهرات هم من يريد بيع القطع الصغيرة للحصول على السيولة، أو المستثمرين على المدى القصير الذين اشتروا الأونصات على سعر 1825-1860 الشهر الماضي ليبيعوها أو يبيعوا جزءًا منها بعد ارتفاع سعرها إلى 2000 دولار بهدف تحقيق الربح”.
وينصح رزق اللبنانيين “بعدم بيع ما لديهم من معدن أصفر كما يشجع المقتدرين على شراء الذهب والاستثمار فيه فبحسب توقعاته ستصل أسعار الذهب إلى أرقام خيالية خلال النصف الأول من العام 2024”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us