الراعي: بلا هؤلاء لن يصطلح المجتمع
قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له في خلال حفل تخرج دورة “المونسنيور توفيق بو هدير” في دورة التنشئة الروحية والإنسانية للعام 2023: “أنتم جميعكم شبيبة أبونا توفيق. أود أن أحييكم جميعا في هذه المناسبة المؤثرة والمفرحة. إن دمعة الإنسان تذرف مرتين: في اليوم الذي يفرح فيه كثيرا، وفي اليوم الذي يحزن فيه كثيرا. وها قد جمعنا الموقفين معا. ولكن كوننا أبناء الرجاء، فقد غلبت دمعة الرجاء على دمعة الحزن. أود أن أحييكم وأشكركم على كل شي. أود أن أشكر والدة أبونا توفيق وأخوه ماجد. أشكركم على الجائزة التي تحمل اسمه والتي ستمنحونها. وأشكركم على هذه المبادرة الجميلة. وأريد أن أشكر الرب مع كل الحضور، لأنكم أظهرتم مثاليتكم بالطريقة التي تقبلتم بها هذا الحدث، الذي هو حدث ليس بالسهل على الإطلاق. وبالرغم من ذلك كله، فقد غلب إيمانكم ورجاؤكم كل شيء. وهذا ما نود أن نشكر الله معكم عليه، هذه نعمة كبيرة جدا”.
أضاف: “أود أن أحيي شبيبتنا في راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية، وعلى رأسهم المشرف أبونا جورج، الذي تشعرون بالفرح والامتنان لوجوده، هو الذي يقوم بعمل جيد جدا معكم. وأظن أن المونسنيور توفيق ينظر من السماء بفرح لأنه يرى بأنه يكمل الطريق نفسها. أود أن أشكر المكتب فردا فردا، وعذرا إن لم أذكر الجميع، ولكن بالطبع نشكر الأمين العام وكل العاملين معه على كل ما تقومون به. أود أن أشكر كل من كانوا معنا ومعكم في برامج التنشئة. لقد استعرضتم البرامج أو بالأحرى المواضيع، وقلت بالفعل يا ليتني ما زلت شابا لأشارك في حضور هذه المواضيع، لأننا لا نعرف هذه المواضيع أبدا. على الرغم من أن سيدنا أنطوان هو حاليا المرشد الأعلى على الشبيبة، وهو المعلم الأكبر، وأظن أنه يعطيكم تعليما بيبليا، لذلك أريد أن أحييه أيضا على خدمته وحضوره”.
وقال: “أريد أن أقول أن التنشئة ضرورية في حياتكم كما تعلمون، ولذلك نرى هذا العدد الكبير من المشاركين، لأن الإنسان بحاجة إلى تنشئة مستمرة. لا يمكنني أن أعتبر يوما أنه قد أصبح لدي من المعرفة الروحية واللاهوتية والإنسانية والكتابية والإجتماعية والوطنية والسياسية ما يكفي لحياتي. هناك دائما نقص. حتى ولو عاش الإنسان حياته كلها فهو لا يقدر أن يستوفي المطلوب منه أن يعرفه. لكن الحياة من أولها إلى آخرها هي كسب وتنشئة ومعرفة، لأننا بحاجة لها لنتمكن من أن نواكب العالم، كي نعرف نحن كيفية عيش حقيقة وجودنا”.
وأضاف: “فيما كنت أصغي إليكم، وأرى ما رأيته، وأتذكر كل ما حدث، خطر على بالي أن البابا يوحنا بولس الثاني لم يقل جملته عبثا في حريصا في لقاء الشبيبة، عندما توجه لهم وقال، ولم يقلها إلا للشبيبة: “أنتم القوة التجددية في المجتمع والكنيسة”. اليوم لبنان بحاجة إلى قادة جدد، هذا ما قاله في حريصا. إذا نحن بحاجة إلى أشخاص حاملين ثقافة مغايرة لثقافة اليوم، تصرف مغاير للتصرف السائد اليوم. نحن بحاجة إلى أشخاص يتمتعون بقيم أخلاقية، وقيم روحية، وقيم إجتماعية، وعدا ذلك لن يصطلح المجتمع. لقد قال: “أنتم القوة التجددية في المجتمع والكنيسة”، أي في الإثنين معا. هذه هي أبعاد التنشئة التي تتنشأون عليها، كي تكونوا القوة التجددية. لذا أنتم لا تتنشأون على المستوى الفكري وحسب، بل لتكونكم بكل مكونات الإنسان، وتجعلكم بالفعل قوة تجددية. هذا ما نحن بحاجة له في لبنان. ولذلك، الشبيبة هي علامة الرجاء للمستقبل. فمستقبل من دون رجاء ميت. ووطن من دون شبيبة ميت. عائلة من دون أولاد ميتة. فلا شيء إلا ونحتاج فيه إلى الشبيبة”.
وتابع: “أريد أن أوجه تحية للدكتور فريد. وأود أن شكره على المبادرة التي قامت بها الجامعة الأميركية في قبرص. ونحن نفتخر بخلفيتك بين اللويزة وقرنة شهوان، رمية حجر. نشكر حضورك معنا. ونشكر المبادرة التي أخذتها الجامعة. أريد أن أهنىء كل المتخرجين والمتخرجات اليوم. وأرغب في أن أحيي الشبيبة الذين شرفونا بحضورهم من دمشق، والذين كانوا متابعين معكم للتنشئة، وكل من كانوا يتابعون التنشئة أونلاين من سوريا”.
وختم الراعي: “شكرا من كل القلب للجميع، وتحية للجميع. ودعاء لكم جميعا أن تكونوا أنتم بالفعل وجه الرجاء للوطن والكنيسة، وتكونوا القوة التجددية كي تقولوا مع البابا القديس يوحنا بولس الثاني للمجتمع والكنيسة، أنهما بحاجة معا لشبيبة مهيأة ليكونوا قوة تجددية. عشتم، وعاشت الشبيبة، عاش مكتب راعوية الشبيبة، وعاش لبنان”.