“الفاكهة المذهلة” تحمي من أمراض القلب وتكافح السرطانات
القشطة هي احدى الفواكه الاستوائية، تعرف باسم “الشيريمويا”، وتتميز بشكلها الكروي ولونها الأخضر الفاتح الذي يتبدل الى الأصفر، عندما تبدأ بالنضج وتصبح أكثر استساغة، كما ان سطحها الخارجي يحتوي على نتوءات مستديرة ناعمة. اما اللّب فهو ابيض ناصع ممتلىء ببذور سوداء ذات حجم كبير نسبيا، والطعم حلو مع القليل من الحموضة، كأنه خليط من نكهة الموز والمانغا والاناناس. ويتراوح وزن الحبة بين نصف كيلوغرام تقريبا، وهذا الحجم يعتبر ملائماً للثمرة.
وتمتلك هذه الفاكهة العديد من الفيتامينات والعناصر المغذية المفيدة والمهمة لجسم الانسان، بحيث ان ثمرة بوزن 235 غراما بدون القشرة الخارجية والبذور، فيها حوالى 176 وحدة حرارية وتضم: 187 غراما من الماء، 3.6 غراما من البروتين، 1.6 غرام من الدهون، 41.6 غراما من الكربوهيدرات، 7.05 غرام من الالياف، 7.05 غرام من السكريات، و30.2 غرام من الكالسيوم، والحديد 2.3 غرام، المغنسيوم 0.635 ملغ، الفوسفور 61 ملغ، بالإضافة الى عناصر أخرى مثل: البوتاسيوم، الصوديوم، الزنك، النحاس، فيتامين سي، فيتامين ب 6، الريبوفلافين والنياسين.
منافع القشطة
توفر هذه الثمرة زمرة من الفوائد، نظرا لاحتوائها على العديد من المعادن والفيتامينات، لذلك يمكنها محاربة الجذور الحرة التي تسبب امراض القلب والسكري، كما تساعد في الوقاية من هذه الادواء المزمنة، وتقليل علامات التقدم بالسن لغناها بمضادات الاكسدة مثل فيتامين (سي) والفلافونويد والكارتينويد.
ووفقا لاختصاصية التغذية كاتيا قانصو، “تُعتبر فاكهة القشطة وتسمى أيضا (الشيريمويا او الانونا) من الفواكه الخضراء مخروطية الشكل، قشرتها جلدية وقلبها كريمي. تتمتع بمذاق حلو ويمكن اكلها بالملعقة أو تُقدّم مثلجة، وهي من الفواكه المتعددة الأنواع، تصل إلى ما يقارب الـ 170 نوعاً من الأشجار والشجيرات الأصلية في الأميركيتين وأفريقيا”.
واردفت “يتم شتلُها في المناطق ذات المناخ الاستوائي والأماكن الحارة وشبه الحارة، لكن يفضل غرسها في التربة الغنية وجيدة التصريف، ويستحسن أن تكون درجات الحرارة لطيفة، لان نموها يتأثر بالحرارة العالية”.
وقالت قانصو لـ “الديار”: “تتم زراعة القشطة في لبنان، ولكن موسم الحصاد المحلي في الغالب يعد شحيحا. وتنبت فاكهة القشطة التي تعتبر من الأشجار المعمرة، خلال شهر شباط، ويبدأ موسم الحصاد عادةً في شهر أيلول، ويمتد حتى كانون الأول”.
وتحمل فاكهة القشطة العديد من الفوائد الصحية، إليكم بعضها:
1- غنية بالفيتامينات: تحتوي على فيتامين (C)، الذي يعزز جهاز المناعة ويحسّن صحة الجلد.
2- ثرية بالألياف: التي تساهم في دعم الهضم وتقليل مستويات الكوليسترول في الدم.3- تحتوي على المعادن مثل: البوتاسيوم والمغنيسيوم، والأخير يؤدي دورا هاما في تعزيز ودعم صحة القلب.
واكدت قانصوه ان “القشطة تساعد في التحكم بالوزن، نظرا لاحتوائها على الألياف وكونها منخفضة السعرات الحرارية، لذلك يمكن أن تكون مفيدة في إطار نظام غذائي صحي متوازن ومدروس”. وأضافت “طبقا لبعض الدراسات فان احتواء هذه الفاكهة على معدلات مرتفعة من المغنيسيوم، يساعد في الحفاظ على كميات الماء والسوائل في الجسم بنسب متوازنة ومثالية، وهذا الامر يخلّص المفاصل من الأحماض الموجودة فيها، مما يقلل من الشعور بالألم وحدة الأعراض الأخرى المرافقة لأمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل”.
واردفت: “تعدّل القشطة المزاج، لاحتوائها على فيتامين ب 6 الذي يساهم في انتاج النواقل العصبية المسؤولة عن الراحة النفسية كالسيرتونين والدوبامين، كما ان تناولها يخفّف من خطر الإصابة بالاكتئاب لأنها تمدّ الجسم بـ 30% من حاجته اليومية من الفيتامين، وتعزز أيضا من صحة العيون لاشتمالها على مادة “اللوتين” التي تقلل من خطر بعض امراض العين “كالتنكّس البقعي المرتبط بالعمر، والمياه البيضاء”.
تكافح السرطانات
وقال اختصاصي التغذية طه مريود لـ “الديار”: ان “العديد من الدراسات العلمية، وجدت ان فاكهة القشطة تحتوي على مركب كيميائي يسمى “الاسيتوجنين”، وهو جسم يتكون من سلاسل طويلة من الاحماض الدهنية ، التي تتميز بالعديد من الخصائص المقاومة لمرض السرطان، وترجع فوائد هذا المركب لدوره في مهاجمة مصادر الطاقة للخلايا السرطانية، وتحفيز عمليات موت الخلايا الذاتية، إشارة الى ان مضادات الاكسدة المتوافرة بنسب عالية في القشطة، تعمل على ابادة الجذور الحرة التي تلحق الضرر بالخلايا”.
علاج امراض السكري
وأشار “الى ان العديد من الدراسات بيّنت قدرة هذه الثمرة في الاحتراز والوقاية من الإصابة بداء السكري، لأنها تستطيع تنشيط انتاج الانسولين في الجسم وتحسين قوة العضلات لأخذ حاجتها من الغلوكوز، ما يسهم في الحفاظ على معدلات السكر في الدم ثابتة ومعتدلة”.
منافع القشطة للحوامل
واشار الى “ان الدراسات أظهرت وجود العديد من منافع فاكهة القشطة الصحية للحامل، بحيث انها تقوي أعصاب دماغ الجنين، وتسرّع نموه بشكل سليم، وتخلّص الحامل من غثيان الصباح والتقلبات المزاجية واختلاجات الشهية. الى جانب كل ما تقدم، يمكنها تزويد الحامل بحاجتها من النحاس، والذي قد يتسبب أي نقص فيه بحدوث الولادة المبكرة”.
واجمع مريود وقانصو على ان فوائد هذه الفاكهة لا تعد ولا تحصى، لان اوراقها أيضا مفيدة في شفاء الاسقام الجلدية وتهدئة التشنجات والتخفيف من درجة الحرارة بسبب الحمى، وتستخدم لمعالجة الإمساك، اما البذور فهي فعالة كمضاد للتقيؤ”.
المصدر: الديار