هدفان لزيارة لورديان.. “إحياء فرصة ومهمّة صعبة”

لبنان 28 تشرين الثانى, 2023

يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت يوم غد الأربعاء في زيارة تستمر حتى الجمعة المقبل.

أما الهدف الأساس للزيارة فليس واضحًا بعد، غير أنّ التخمينات كثيرة، بينها أن لورديان سيحاول وللمرة الرابعة على التوالي إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية المستمرة منذ تشرين الأول 2022، وبين من يرجّح أن الزيارة مخصصة في الأساس لجبهة الجنوب وتطبيق القرار 1701.

في هذا السياق، ترى مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنه لا يمكن توقع أي شيء قبل معرفة مضمون الزيارة وما يطرحه لودريان الذي ظل ينسق في المسألة الرئاسية مع اللجنة الخماسية وتشير إلى أنّ جزءاً من الزيارة يتصل على الأرجح بأهمية استقرار لبنان وحرص فرنسا على هذا الأمر والجزء الآخر الحض على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

ومن جهته يشدد الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ الياس الزغبي في حديثه لـ”هنا لبنان” على أن الإعلان عن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان قد يكون مفاجئاً بعد مرحلة استبعاد لمدة أسابيع، وهذا الأمر يحمل دلالاته المتعددة ليس فقط في مجال الضغط لمنع انزلاق لبنان إلى الحرب، لأنّ فرنسا سبقت سواها إلى التحذير من هذا الأمر، بل قد تكون عودة لودريان مرتبطة بأساس مهمته أي ترتيب اتفاقات لمعالجة الفراغ الرئاسي وإعادة إنعاش المؤسسات اللبنانية.

وعما يحكى عن تزكية اسم للرئاسة، من هنا واسم من هناك، فالمعلومات تشير إلى غياب الترويج هذه المرة لاسم معين بل للأساس أي الضغط على مجلس النواب كي يلتئم في جلسة مفتوحة عبر دورات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية بغض النظر عن الشرط المسبق الذي وضعه الثنائي الشيعي سابقاً أي إجراء الحوار في مجلس النواب قبل جلسة الانتخاب.

تطبيق الـ1701.. وإبعاد “قوات الرضوان”

وبحسب مصادر في “الثنائي الشيعي” لـ”نداء الوطن”، فإنّ زيارة لودريان ستركز على تطبيق القرار 1701 تماشياً مع رغبة اسرائيل في تحقيق هدفها الرامي إلى ايجاد منطقة عازلة على الحدود الجنوبية، وإبعاد “قوات الرضوان” في “حزب الله” عن الحدود.

وحسب ما تبلّغت، تقول مصادر وزارية لـ”نداء الوطن”، إنّ الموفد الفرنسي سيبحث في الوضع الأمني في جنوب لبنان وما سيكون عليه في ضوء الحل السياسي للحرب في غزة، التي تعتبر فرنسا أنّ نهايتها ستكون لصالح إسرائيل حكماً، ما يجعل “حزب الله” مضطراً للتهدئة.

‎لكن مصادر ديبلوماسية استبعدت أن يكون الغرض محصوراً بالقرار الدولي حيث لا تملك فرنسا قدرة المبادرة أو التعهد بتطبيقه سواء لجهة “حزب الله” أو اسرائيل، وتقاطعت في ما قالته مع مصادر سياسية توقعت أن يحمل لودريان تنبيهاً من أنّ استمرار الوضع على حاله سيزيد الأزمة، ويؤكد ضرورة عدم الانخراط في الحرب على غزة المتوقع اندلاعها مجدداً بعد الهدنة الحالية.

للتعجيل بانتخاب الرئيس

وقالت مصادر دبلوماسية في باريس لـ”الجمهورية”: “مهمّة لودريان مساعدة اللبنانيين في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، ولا احد يتحدث عن ضغوط او امور تُفرض عليهم، وما نراه ملحّاً أنّ على اللبنانيين أن يقدّروا مصلحة لبنان في هذه الظروف، خارج الحسابات السياسية التي ألحقت الضرر الكبير بالشعب اللبناني”.

على أنّ مصدراً سياسياً مسؤولاً ابلغ الى “الجمهورية” قوله، “انّ زيارة لودريان، سواء أكان يحمل افكاراً جديدة، او أفكاراً قديمة، هي زيارة جيدة ومشكورة لا بل مطلوبة، حيث آمل أن تساهم في إنزال الملف الرئاسي عن الرف وإعادة تحريكه في اتجاه التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية”.

وتؤكد مصادر مطلعة على الجو الفرنسي الرسمي لـ”الشرق الأوسط”، أن “لودريان سيبدأ محاولاته الجديدة من حيث انتهت المحاولة الماضية بإشارة إلى تمسك باريس بطرح مرشح ثالث (أي مرشح غير سليمان فرنجية مرشح “حزب الله” وحلفائه أو مرشح المعارضة جهاد أزعور). وأن الكرة في ملعب اللبنانيين والنواب وليس في أي ملعب آخر، وأن طرح المرشح الثالث يأتي لاختصار المسارات، خاصة وأن انتخاب الرئيس لن يكون إلا بوابة لجملة من الاستحقاقات الأخرى التي ستؤسس لانطلاق عملية الإصلاح الحقيقية والنهوض بالبلد”.
وتضيف المصادر: “ينطلق المبعوث الفرنسي من التطورات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة انطلاقاً من غزة. فبعدما كانت الضغوط والمخاطر من عدم انتخاب رئيس داخلية بشكل أساسي، باتت اليوم إقليمية. أضف أن لبنان يجب أن يكون حاضراً من خلال رئيسه ليواكب أي تسوية كبيرة مقبلة قي المنطقة”.

الزيارة وتزامنها مع الحراك القطري

محاولة لودريان الجديدة تتزامن مع حراك قطري بدأ الأسبوع الماضي بزيارة بعيداً عن الأضواء قام بها بحسب معلومات “الشرق الأوسط” موفد الدوحة جاسم بن فهد آل ثاني الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

إلّا أنّ مصدر سياسي، ورداً على سؤال عمّا اذا كانت زيارة لودريان تزاحم الحراك القطري في ما خصّ الملف الرئاسي، قال لـ”الجمهورية”: “لا املك ما يؤكّد وجود مزاحمة او ما شابه ذلك، فلننتظر ما سيطرحه من افكار، وفي ضوئها يُبنى على الشيء مقتضاه. لقد سمعنا في الاعلام عن انّ لودريان التقى القطريين وكذلك السعوديين. فضلاً عن أنّ الموفد القطري في حراكه الاخير في بيروت، الذي استمر حتى يوم الجمعة من الاسبوع الماضي، كان يتحّرك في سياق مبادرة قطرية وافكار قطرية والأجواء كانت مقبولة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us