عودة لودريان إلى لبنان.. الرئاسة أم غزّة؟
لمَ قرر لودريان العودة بعد غياب دام أربعة أشهر وفراغ رئاسي تخطى ثلاثة عشر شهراً؟ هل لأنّ الرئيس العتيد أصبح في جعبته؟ أم لأنّ الرئيس الفرنسي قرر إرساله لهدف معين له علاقة بأزمة غزة؟
كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:
فجأة قرر “المبعوث الرئاسي الفرنسي”، أليس هذا كان لقبه؟ جان إيف لودريان العودة إلى لبنان اليوم. فلمَ قرر المجيء بعد غياب دام أربعة أشهر وفراغ رئاسي تخطى الثلاثة عشر شهراً؟
هل قرر المجيء إلى بيروت لأنّ الرئيس العتيد أصبح في جعبته؟ أم لأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر إرساله لهدف معين له علاقة بأزمة غزة؟ وهل سيعود لودريان ليستأنف اتصالاته التقليدية وينتظر أجوبة مكتوبة على أسئلة خطية وجهها على أساس أن السياسيين المعنيين هم تلاميذ لم يتجاوبوا بعد مع امتحاناتهم الشفهية؟
في الحقيقة يمكن تصنيفهم بأقل من ذلك ولكن اللبنانيين مضطرون للتعامل مع هذا الواقع حنى إشعار آخر. وفرنسا ليست بعيدة عنه وتتحمل جزءاً من المسؤولية.
وتفيد المعلومات أنّ لودريان أتى حاملاً رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين تنبه من التورط من “حرب واسعة وشاملة تؤدي إلى تدمير لبنان”، ودعا لبنان إلى التحضر للدخول في مفاوضات حول الوضع في الجنوب – وهنا الخطورة في الكلام – سواء حصلت الحرب أم لم تحصل.
هذا الكلام يعني أنّ باريس كانت على علم بما قامت به “حماس” في 7 تشرين الأول الماضي وبردة فعل نتنياهو وإسرائيل. إذ إنّ لودريان كان مكلفاً بملف رئاسة الجمهورية، وقرر يومها في آخر زيارة له إلى لبنان في شهر تموز، أن يعود في بداية أيلول ولكنه اختفى وتركت الساحة لـ “حماس” و”حزب الله”…
فيما بعد، وفي عز الأزمة ظهر ماكرون في الشرق الأوسط بتنقل بين القاهرة والضفة الغربية محاولاً أن يقوم بدور الوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد أن عدّل موقفه المنحاز لصالح تل أبيب، فحاول إيقاف المجزرة بحق الشعب الفلسطيني ولكن حتى الآن أين حل القضية الفلسطينية؟
ولماذا دخل ماكرون على الخط منحازاً في بداية المواجهة مع إسرائيل عندما كان يتخذ موقفا إلى جانب خط الـ “ممانعة” على الصعيد الرئاسي في لبنان داعماً علناً المرشح سليمان فرنجيه وكل القوى التي تدعمه؟ وكذلك الموقف من إيران وعلاقته بالنظام؟ ومحاولته في الوقت عينه ترتيب العلاقة مع السعودية التي يحكمها ولي العهد محمد بن سلمان الذي يرفض دعم فرنجية كمرشح “حزب الله” للرئاسة لدرجة أنه تخلى عن علاقته بسعد الحريري ابن رفيق الحريري منذ أكثر من سنتين لأنه قرر التعامل مع “حزب الله” الذي اتهمته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال والده!
وإذا كان الآن من مجال لتعاون ما والاتفاق حول رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، فإن من يضع الشروط هو “حزب الله” ويرفض أي تسوية حول اتفاق تجمع حوله أكثرية القوى السياسية، تماماً كما فرض ميشال عون في 2016 بعدما ترك لبنان بلا رئيس سنتين ونصف (أي 29 شهراً بالظبط) لكي يكون الرئيس من الخط الذي يريده حسن نصرالله. ونعتقد هذه المرة أنّ الوضع سيكون أسوأ إذ ليس لـ “حزب الله” أكثرية في مجلس النواب اللبناني، ولا في الشارع كما أنه معزول عربياً، وبالتالي فإنّ أيّ رئيس مفروض من “حزب الله” لن يلقى دعماً من أيّ دولة عربية أو أوروبية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | “الحزب” السلاح الإيراني الأكثر فعالية للتفاوض | وليد جنبلاط… السهل الممتنع |