العين على جنوب لبنان.. قلق محلي وضغوطات دولية لمنع تجدّد الحرب
![](https://www.thisislebanon.com/wp-content/uploads/2023/12/d2799127-e36b-4624-b559-2ae56c3df01e.jpg)
مع استئناف القتال بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، تتجه الأنظار الآن إلى جبهة جنوب لبنان، حيث ترتفع وتيرة المخاوف من تجدد الأعمال العسكرية على الحدود وتمددها، سيّما وأن الوضع الأمني شهد اهتزازًا أمس الخميس ، إثر سماع دوي انفجارات في أنحاء مدينة صور، وسقوط 6 قذائف إسرائيلية بالقرب من موقع قوات “اليونيفيل” الدولية في أطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي، وأخرى في أطراف بلدة راميا.
وفيما قال الجيش الإسرائيلي إنه “نجح في اعتراض هدف جوي مشبوه عبر من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية”، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي هجمات من لبنان.
وسجل تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح على علو مرتفع، بالتزامن مع تحليق متواصل لطائرات تجسسية في أجواء قرى وبلدات النبطية على علو متوسط. كما سجل تحليق للطائرات الحربية الإسرائيلية فوق أجواء القطاع الغربي، ونفذت الطائرات الإسرائيلية تحليقاً دائرياً فوق البحر قبالة مدينة صور.
ضغوط دولية لمنع تجدد الحرب جنوبًا
كل هذه التطورات الأمنية دفعت إلى ضغوط دولية لمنع تجدد الحرب في الجنوب ولعدم تمددها، إذ عكست الحركة والاتصالات الدبلوماسية باتجاه لبنان في الأسبوعين الأخيرين، “دعوات دولية جدية لمنع توسع رقعة الحرب”، كما قالت مصادر نيابية مواكبة لـ”الشرق الأوسط”، مشددة على أن جميع الموفدين الدوليين “أبدوا حرصاً على التهدئة”، كما شددوا على “ضرورة تحييد الجبهة اللبنانية عن تداعيات حرب غزة باعتبار تثبيت الاستقرار أولوية للجميع”. وقالت المصادر إن الرسائل الدولية “لم تتوقف لجهة ضرورة معالجة التوترات بالسياسة، ومنع الانزلاق إلى تصعيد”، في ظل تجدد المعارك في غزة وفشل الضغوط الدولية بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار فيها.
في حين عبرت واشنطن عن المخاوف من توسيع الحرب، إذ نشر حساب السفارة الأميركية في بيروت في منصة “إكس” أمس، موقفاً للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، قالت فيه: “لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع إلى ما هو أبعد، وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث ستكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني”.
وأكدت أن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية، مضيفة: “يشكل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 عنصراً رئيسياً في هذا الجهد”.
قلق في الداخل
ومع انتهاء الهدنة في غزة، يعيش اللبنانيون حالة من القلق والترقّب بانتظاء ما سينعكس على جبهة الجنوب، وما إن ستعود الاشتباكات اليومية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، وما إن ستتطوّر الأوضاع أكثر مما شهدته في الفترة السابقة، إذ إن احتمال تمدّد الحرب يبقى مفتوحًا في ظل إعلان إسرائيل مرارًا استعدادها لكل التطورات على جبهتها الشمالية، كما أن الحزب يربط جبهة لبنان بالأوضاع في غزة، دون الرجوع إلى الدولة اللبنانية في قرار السلم والحرب، ودون الالتفات إلى ما يريده اللبنانيون الذي تكفيهم ويلاتهم.
ويترقب سكان القرى والمناطق الحدودية مصير “جبهتم”، سيّما وأن جزء منهم قد عاد إلى بلداته مع هدنة غزة منذ 7 أيام، إذ ان هؤلاء لا يرغبون في النزوح من جديد.
ومنذ انخراط “حزب الله” في حرب غزة وفتح جبهة الجنوب كـ”جبهة مساندة”، تعلن الحكومة اللبنانية أنها لا تريد حربًا وأنها لا تحتملها، كما تطالب قوى سياسية معارضة للحزب بينها “القوات اللبنانية” و “الكتائب اللبنانية”، بتطبيق القرار 1701 وانسحاب العسكريين من المنطقة الحدودية وانتشار عناصر الجيش اللبناني وحده إلى جانب “اليونيفيل”.
مواضيع ذات صلة :
![]() خروقات واتصالات واجتماعات.. هل يتأجّل الانسحاب الإسرائيلي مرة ثانية؟ | ![]() تحذير جديد من أدرعي إلى سكان الجنوب | ![]() تطورات ميدانيّة جنوبًا وبقاعًا.. و”الحزب” يستخدم لغة الشارع مجددًا |