التمديد لقائد الجيش على طاولة المباحثات.. ودعوات للالتزام بالـ1701
شهد اليوم الأربعاء عدّة لقاءات واجتماعات بين مسؤولين ونواب أجمعت على ضرورة تفادي الفراغ في موقع قيادة الجيش والتمديد للعماد جوزيف عون، كما على الالتزام بالقرار 1701.
فقد زار رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، يرافقه النائب وائل أبو فاعور، النائب ميشال معوض في منزله بالحازمية، وكان لقاء ضم النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، واقد استبقاهم معوض الى مائدة العشاء.
وتخلل اللقاء، بحسب بيان للمجتمعين، “عرض للأوضاع المحلية والتطورات في المنطقة، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ودمار، وتم التأكيد على إدانة ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب، وعلى دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على اسس حل الدولتين الذي أقرته المبادرة العربية للسلام من بيروت سنة 2002”.
كما تم “التشديد على ضرورة حماية لبنان واللبنانيين من أخطار الحرب، عبر الالتزام بمظلة الدستور وقرارات الشرعية الدولية، وتحديداً القرار 1701. وفي هذا السياق تم التوافق على ضرورة الضغط لمنع حصول الفراغ في قيادة الجيش، من خلال تأجيل تسريح قائده العماد جوزيف عون، ضماناً لتماسك المؤسسة العسكرية، واستمرارها في تحمل مسؤولية الاستقرار والسلم الأهلي في هذه المرحلة المفصلية”.
وتم الاتفاق على “استمرار التنسيق لاستعادة عمل المؤسسات، وإتمام الاستحقاقات الدستورية وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، كمقدمة لبدء استعادة هيبة الدولة وسيادتها والقيام بورشة الإصلاح السياسي والاقتصادي من أجل انتشال لبنان من المأزق”.
لقاء القوات – ريفي
ويوم أمس، زار وفد تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب أشرف ريفي في منزله في الأشرفيّة، بتكليف من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ضم الوفد النواب: فادي كرم، غياث يزبك وإيلي خوري، ومساعد الأمين العام للحزب لشؤون الانتخابات جاد دميان، ومنسق القوات في طرابلس فادي محفوض، وتم التداول في المستجدّات الداخلية والوضع في المنطقة.
بعد اللقاء، قال النائب الياس خوري: “تشرفنا بزيارة الصديق والحليف معالي الوزير أشرف ريفي بتكليف من رئيس الحزب سمير جعجع، وهي في إطار التنسيق الدائم، وقد تناولنا الأوضاع العامة والهم الطرابلسي. ونقول إنّ الهم الأكبر ما يحصل في الجنوب، فالوضع دقيق في ظل الاعتداءات الإسرائيلية واستدراج لبنان إلى المواجهة بحيث يتحمل ما لا يمكن ان يحتمل، وبالتالي شدّدنا على القرارات الدولية وأهمها القرار 1701 ،الذي نتبنّاه ككتل نيابية وكمعارضة”.
ثم شكر النائب فادي كرم لـ “حليفنا وصديقنا اللواء ريفي هذا الاستقبال”، وقال: “وجودنا عند اللواء ريفي مسألة طبيعية،فالقوات اللبنانية واللواء ريفي في حال تنسيق دائمة في كل الخطوات لأن ما يجمعنا علاقة استراتيجيّة مرتكزة على مسالتين أساسيتين: السيادة وبناء دولة المؤسسات،وهذا سرّ قوة العلاقة مع اللواء ريفي، والأهم أننا نرسم معاً الطريق إلى الدولة، في زمن يشهد محاولات لشرذمة القوى السيادية في لبنان”.
أضاف: “نحن نبحث معاً في قضيّة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون لنتجاوز الأزمة التي يهدّدنا بها بعض الأطراف التي لا تسعى إلا للمصالح الشخصية”.
ثم قال ريفي: “نلتقي مع نخبة من حلفائنا في لبنان، وستكون لقاءاتنا مستمرة ودائمة، في ظل التحديات الكبرى التي تفرض علينا مسلمين ومسيحيين ان نضع الكتف على الكتف، لنقول ان لبنان التعددي نرى فيه قيمة مضافة، فرهاننا على الدولة، لا نراهن على ميليشيا ولا على مشروع من هنا او هناك،جميعنا نتشارك في الايمان بسلوك مؤسساتي وبقناعة وطنية لبنانية”.
أضاف: “كما تفضل الزملاء، نحن نخوض معركة منع الفراغ في قيادة الجيش الذي هو آخر مؤسّسة واقفة وصامدة بقيادتها الوطنية الكفوءة والنزيهة، فيما نرى الطرف الآخر يتصّرف بسلوك إلغائي، لذلك نحتاج إلى التكاتف، وأطمئن إلى أن لدينا نواة صلبة من 31 نائباً مسلمين ومسيحيّين،هم على تنسيق في كل المحطات”.
تابع: “لا أحد منّا خاضع أو مستسلم، لأن قناعتنا ببناء الدولة ثابتة وليست خاضعة لمصالح خاصة، ووحدتنا الوطنية ثابتة وغير خاضعة لمصالح خاصة. لقد تعاوننا مع القوات اللبنانية لنحل دون أن يتحوّل حادث القرنة السوداء إلى فتنة، وهنا أوجّه التحية لأهالي بقاعصفرين وأهالي بشري، الذين أجهضوا المشروع الآخر الهادف إلى الفتنة. أيضاً كنا معاً يداً واحدة لتطويق حادثة شكا وإحقاق العدالة، وهنا أوجّه التحية لعائلة الفقيد من شكا ولكل فرد في القوات اللبنانية لعب دوراً في التهدئة، ولكل رؤساء العشائر الأفاضل في تلة العرب”.
ختم: “نحن حلفاء والقلب على الشمال لكن تحالفنا يشمل كل الوطن”.
المطارنة الموارنة
إلى ذلك، عبّر المطارنة الموارنة عن حزنهم العميق للحرب التي تدور في غزّة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة وكانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرّت لستّة أيّام.
ويشجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأيّ فصيلةٍ من الفصائل الفلسطينيّة لأنّه إنتهاكٌ لسيادة لبنان كدولةٍ مستقلّة. ويذكّرون أنّ قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانيّة وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبنانيّ.
واعتبروا في بيانٍ صادر عنهم بعد انتهاء اجتماعهم الشهري الذي عُقد في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّ “الدولة اللبنانيّة التي من حقّها الحصريّ أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداة ٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، وُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كلّ الوسائل الضروريّة من أسلحة ومعدّات وغيرها كي يتمكّن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والاطمئنان لكلّ الشعب اللبناني”.
وعبروا عن خشيتهم من أن “يؤدّي تغيّيب رأس الدولة مزيد من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان. وهم يطالبون بكلّ إلحاح دولة رئيس المجلس النيابيّ والسادة النوّاب بانتخاب رئيسٍ للدولة يملأ الفراغ في السدّة الأولى. كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كلّ المستويات السياسيّة، والأمنيّة، والديبلوماسيّة العربيّة والدوليّة”.
وتمنوا أن “يستقرّ الوضع في الجنوب ويعود السلام إلى قراه الموجودة على الشريط الحدودي، لكي يتسنّى لكل بيت أن يعيش فرح العيد وينعم ببهجة أنواره، ولكي يتمكن ابناؤنا المنتشرون في العالم من القدوم إلى لبنان والاجتماع بأهاليهم؛ فلبنان يعوّل على قدومهم فهم الأساس والدعم في خلق جوٍّ من الاستقرار الاقتصاديّ والاجتماعيّ”.
مواضيع ذات صلة :
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | عملية “تنقيح” تجري على القرار 1701 ولا زيارة مرتقبة لهوكشتاين الى لبنان | القرار 1701 وألاعيب الطبقة السياسية |