الـ “Trichinosis” يصيب العشرات في الجاهلية والسبب: صاحب ملحمة!

عاد ملف الأمن الغذائي والسلامة العامة إلى الواجهة، بعدما سجّلت أكثر من 50 حالة تسمم غذائي الأسبوع الماضي.

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

أكثر من 50 حالة تسمم غذائي سجلها لبنان خلال الأسبوع الماضي في منطقة الجاهلية – قضاء الشوف، ما أثار الهلع في صفوف الأهالي، وهو ما أعاد ملف الأمن الغذائي والسلامة العامة إلى الواجهة، خصوصاً وأنّ لبنان سجل ارتفاعاً كبيراً في حالات التسمم خلال الأعوام الماضية.

وفي المعلومات التي نشرتها وسائل إعلامية بحسب ما قاله رئيس بلدية الجاهلية أمين بو ذياب أنّ حالات التسمم قد يكون سببها انتقال بكتيريا إلى الأهالي من جراء رمي بقايا حيوانات وتحديداً الخنازير في مياه الأنهر التي تصل إلى المنازل.

وحرصاً على سلامة أهل المنطقة بحثت وزارة الصحة عن مصدر التسمم لمعرفة التعامل مع أصل المشكلة، فتبين لها أنّ السبب يعود لوجود دودة “Trichinella” الطفيلية الموجودة في لحم الخنزير الذي يباع في إحدى الملاحم، بعد فحص الوزارة لعينات من اللحم المفروم في هذه الملحمة وظهور تدني الجودة الغذائية فيها.

وكان من بين الأعراض التي أبلغ عنها المصابون التقيؤ والإسهال وتورم الوجه.

وبحسب بو ذياب فإنّ “الموضوع لا يتوقف عند هذا الحد فأعراض الجرثومة تبدأ بالظهور بعد 3 أيام من تناول اللحم وهو ما يعني أن عدد الاصابات قابل للارتفاع خلال الأيام المقبلة”.

أما بالنسبة للملحمة فتم إقفالها، إلا أنّ الأمر يبقى مقلقاً لأن الوزارات المعنية عادة ما يقتصر دورها على التبليغ والتوقيف الجزئي للمحلات المخالفة مع شرط تصحيح الأعطال، ما يعني أنّ إمكانية معاودة صاحب الملحمة لعمله لاحقاً أمر وارد.

أما من الناحية الطبية، فيؤكد الطبيب برنارد جرباقة أن الخنزير ناقل للطفيليات، فمثلاً يمكن أن يصاب من يأكله بداء الشعرينات الطفيلي (Trichinosis) الذي تسببه دودة Trichinella الطفيلية، ويسبب هذا الداء الحمى والطفح الجلدي، وفي حالات معينة تصيب تلك الطفيليات الأعضاء الداخلية للجسم والجهاز العصبي المركزي، عندما يتناول أحد ما لحم خنزير يحتوي على يرقات هذه الدودة.

ويضيف أن “لحم الخنزير يحتوي على بكتيريا تسبب “اليريسينيا” (yersiniosis، وهي عدوى معوية حادة وخطيرة يرافقها إسهال وحرقة وآلام حادة، وتصيب العضلات والقلب وقد تؤدي في حالات متقدمة إلى الوفاة.

ويؤكد جرباقة أنّ “انتقال “Trichinella” من الخنزير إلى البشر ليس أمراً جديداً والسبب في ذلك السماح ببيع لحم الخنزير في الملاحم العادية، لذلك لا بدّ من فصل الملاحم التي تبيع الخنزير عن الملاحم التي تبيع لحم البقر والغنم لأنّ الجرثومة من شأنها أن تنتقل أيضاً من خلال الآلات الحادة أو المعدات التي تستخدم في تقطيع لحم الخنزير، أي أنّ الأشخاص الذين لا يتناولون لحم الخنزير قد يصابون بـ “Trichinosis” في ظل غياب الرقابة والمحاسبة من الجهات المعنية وإهمال واستهتار أصحاب الملاحم.

ويختم جرباقة حديثة بالتشديد على “ضرورة تطبيق القانون وحصر بيع لحم الخنزير في ملاحم معينة مع ضرورة وجود طبيب بيطري لفحص الخنزير الموجود في جميع الملاحم”.

مواضيع مماثلة للكاتب:

تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار

بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟

قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701!