“الأجندة الإسرائيلية”… والرزنامة اللبنانية
واهمٌ من يعتقد أن لبنان في خواتيم الحرب، على العكس من ذلك، هو في البداية وليس على خط النهاية
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
في المنطق، يُعرَف متى تبدأ الحروب، لكن لا يُعرَف متى تنتهي، إلّا في حالٍ واحدة، هي أن يُعلِن أحد أطرافها أنه يتوقَّع في هذا التاريخ أو ذاك.
ذلك هو الوضع بالنسبة إلى الحرب الدائرة في غزة: يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ ضرب حركة حماس سيتطلّب فترة من الوقت، وسيستغرق أكثر من بضعة أشهر إذا احتسبنا أن “بضعة” تعني ثلاثة شهور أو أربعة شهور، فهذا يعني أنّ حرب غزة ستمتد إلى الربيع المقبل. وإذا اعتبرنا أن “تلازم المسارين” بين حزب الله وحماس، ما زال قائمًا، فهذا يعني أنّ جبهة الجنوب ستبقى مشتعلة طالما أنّ الحرب في غزة قائمة، وهذا ليس مجرد تحليل بل هو مثبت في كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال علنًا: “الجبهة في لبنان ستبقى مفتوحة ما دام العدوان على غزة مستمراً”.
إذًا ، “الأجندة الإسرائيلية” تتحدث عن استمرار الحرب حتى الربيع المقبل، وحزب الله الذي يعتبر نفسه معنيًا بهذه الحرب، منخرطٌ فيها حتى انتهائها، أي حتى الربيع المقبل، هذه “الروزنامة اللبنانية” تعني أننا أمام فترة عصيبة من عدم الاستقرار تمتد على الأقل حتى الربيع المقبل.
عدم الاستقرار هذا لا ينحصر في الجنوب بل يمتد إلى كل الوطن، فالبلد الذي يعيش في حال مضطربة بين اللاحرب واللاسلم يعني أنه بلد اللا استقرار، وهذه الميزة السلبية هي مقتل اي استثمار أو ازدهار، هذا يعني أنّ البلد سيبقى مضطربًا في الربع الاول من السنة، وعادة يكون الربع الأول من كل سنة هو الفصل الذي تنطلق فيه كل أعمال السنة، فإذا انطلق متعثرًا فهذا يعني أنّ التعثر سينسحب على سائر فصول السنة.
بهذا المعنى فإنّ “روزنامة” السنة الجديدة، ٢٠٢٤، لن تكون زاهية ووردية في لبنان، بل يتوقع أن تشكل امتدادًا للسنة الحالية المليئة بالحروب الصغيرة والمتنقلة. وواهمٌ من يعتقد أن لبنان في خواتيم الحرب، على العكس من ذلك، هو في البداية وليس على خط النهاية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |