ميزان 1701 والحرب
صعوبات عدة قد تقوّض محاولات التسوية وفي مقدمها مصير سلاح الحزب، فهل يحتفظ به ويستمر في تطوير قدراته العسكرية؟ أم يسلم هذا السلاح للدولة ويصبح بإمرتها؟
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
بعد عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة سيستأنف الأميركيون جهودهم من أجل إيجاد آلية لتطبيق القرار ١٧٠١ في جنوب لبنان، وقالت معلومات ديبلوماسية إن الفترة الممتدة حتى منتصف كانون الثاني المقبل ستكون حاسمة في التطورات على الأرض في قطاع غزة وفي مضيق باب المندب وبالتالي سيكون انعكاسها على وضع حزب الله في لبنان كبيراً ما سيسرع في عملية إيجاد تسوية للوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل تسمح لحزب الله وللإسرائيليين بالنزول عن الشجرة بأقل كلفة ممكنة أو بكلفة مقبولة.
وكشفت هذه المعلومات أنه على الرغم من طرح العديد من الأفكار التي تتحدث عن مناطق عازلة في جنوب لبنان فإنّ الحل الأمثل يبقى في التوصل إلى اتفاق سياسي بين لبنان وإسرائيل يعالج ما تبقى من خلافات حدودية وبالتالي يكرّس وقفاً دائماً لإطلاق النار وليس هدنة أو وقفاً للعمليات العسكرية، وأكدت المعلومات الديبلوماسية أن هذا الحل السياسي سهل التوصل إليه بسبب وجود رغبة لدى الجانبين اللبناني والإسرائيلي في معالجة نقاط التحفظ عند الخط الأزرق والوضع في خراج بلدة الماري أو ما يعرف بشمال الغجر، وعندما يحصل هذا الأمر يكرس وقف النار النهائي ومن ضمنه وقف الخروقات الإسرائيلية.
وعلى الرغم من هذا الكلام المتفائل إلى حد ما، تتحدث جهات لبنانية عن صعوبات قد تقوض محاولات التسوية هذه، وفي مقدم هذه الصعوبات مصير سلاح حزب الله فهل يحتفظ به ويستمر في تطوير قدراته العسكرية؟أم يسلم هذا السلاح للدولة ويصبح بإمرتها؟ وهل ستقبل إيران بالتخلي عن الورقة الأهم التي تملكها في المنطقة وبأي ثمن؟
الصعوبة الأخرى هي البت بمصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والمشكلة الكبرى هنا قد لا تكون مع إسرائيل بل مع سوريا لجهة ترجمة فعلية وقانونية من جهتها للبنانية مزارع شبعا إذ لا يكفي الكلام الشفهي بهذا الإطار ولا يكفي أن يملك لبنانيون أراض في تلك المزارع المحتلة، فالعالم كله يعترف أنّ هذه المزارع كانت تحت السيادة السورية عندما احتلتها إسرائيل وبالتالي فإنّ اعتبارها أراضٍ تحت السيادة اللبنانية يفترض أولاً تنازلاً من الجانب السوري فهل هذا الجانب مستعد لذلك؟
هذه الوقائع لا تنفي أنّ مسألة حرب شاملة تطال لبنان أصبحت وراءنا، باعتبار أنّ الفشل في تحقيق نتيجة على خلفية الجهود الأميركية سيفتح الباب على مصراعيه أمام إسرائيل لشنّ عدوان واسع على لبنان لتندلع عندها حرب لا أحد يعلم مسارها وخسائرها وأهدافها وسيدفع اللبنانيون أثماناً كبيرة يستطيعون توفيرها إن اقتنع أصحاب الحل والربط أن الفارق بين الواقع من جهة والمشروع من جهة ثانية كبير جداً وأنّ الإعتراف باستحالة بعض الأهداف يحقق للجميع قناعة بأهمية السلام والاستقرار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |