مقتل موسوي: كيف سترد إيران؟
كتبت ناتاشا طربية لـ”Ici Beyrouth”:
كيف سيأتي الرد الإيراني على تصفية الجنرال رضي موسوي في سوريا؟ وما هي عواقب اغتيال أحد أكثر مستشاري الحرس الثوري الإيراني خبرة؟ هل تتصاعد حدة التوترات أم تتضاعف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة ووقف إطلاق النار في غزة؟ أسئلة يتكرر طرحها منذ الإثنين 25 كانون الأول، تاريخ اغتيال موسوي بثلاثة صواريخ إسرائيلية في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. وكان موسوي في يوم من الأيام مرافقاً لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وحدة النخبة في الباسداران، الذي اغتيل بدوره في 3 كانون الثاني 2020، في غارة أميركية في بغداد.
وتأتي وفاة موسوي في سياق سياسي وعسكري مشحون للغاية، قبل أيام قليلة من إحياء ذكرى مقتل سليماني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد الإثنين بمواصلة هجومه ضد حماس في غزة إلى حين “القضاء على هذه الحركة الفلسطينية الموالية لإيران واستئصال تطرفها”. وأصر على أنه بالنسبة لتل أبيب، هذه هي “الطريقة الوحيدة للعثور على الرهائن ولضمان أن غزة لن تشكل تهديداً لإسرائيل بعد اليوم”. ويأتي هذا الموقف ليدعم حجة من يقولون أنّ واشنطن ما عادت قادرة على ممارسة ضغوط حقيقية على حليفتها لمنع الحرب من التمدد إلى مناطق أخرى أو التحول إلى صراع إقليمي أوسع.
الإيرانيون هددوا بالانتقام لمقتل موسوي، فقد توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدولة العبرية بدفع الثمن. فهل سيأتي الرد من خلال أدوات إيران شبه العسكرية، بما في ذلك حزب الله؟ كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، أن تل أبيب في حالة تأهب على جبهتها الشمالية، تحسباً لرد إيراني قد يشمل إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا، حسب ما حذر مسؤول إسرائيلي.
هذا الاحتمال بعيد وفق الجنرال خليل الحلو والصحافي الشيعي المعارض علي الأمين.
ففي مقابلة مع Ici Beyrouth، أوضح الحلو أن هناك سيناريوهين محتملين: أولهما يترجم بعمليات انتقامية عبر حزب الله في جنوب لبنان، وهو أمر “غير محتمل”، وهذا ما يوافق عليه الأمين أيضاً. ذلك لأن مثل هذا الرد قد يؤدي لانزلاق الوضع إلى غزو إسرائيلي للبنان، وهو أمر لا يسعى إليه الجانبان الإيراني والأميركي حتى ولو أرادته تل أبيب. ونذكر في هذا السياق أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت السبت عن مسؤولين مجهولين، أن الإسرائيليين كانوا يستعدون لتنفيذ عملية كبيرة ضد لبنان في 11 تشرين الأول، بعد أربعة أيام من هجوم حماس. وبينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية في السماء بالفعل بانتظار الأوامر، تم التراجع عن الهجوم بسبب تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن. وهذا ما أثنى نتنياهو عن الإنخراط ضد حزب الله، خصوصاً وأن “ذلك قد يؤدي إلى حرب إقليمية”، حسب المقال المذكور.
الرد على هجمات الحوثيين
ومن أجل فهم الأسباب التي تستبعد الرد الإيراني اعتباراً من الحدود الجنوبية للبنان، يمكن العودة للوقائع والتوقف عند الدوافع وراء قتل الإسرائيليين لموسوي.
وفقًا للجنرال الحلو، “يأتي استهداف القائد العام للحرس الثوري الإيراني رداً على هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن، القريبة من إيران في البحر الأحمر”. وتسببت تلك الهجمات بإغلاق ميناء إيلات، البوابة الإسرائيلية الوحيدة على البحر الأحمر، على الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية. بالتالي، حزب الله ليس “معنياً مباشرة” بالأعمال الانتقامية التي قد يفكر فيها الإيرانيون ضد إسرائيل، على حد اعتقاد الحلو.
كما أنّ خطاب حزب الله في اليوم التالي لوفاة موسوي يدعم هذه الفرضية. فبينما هددت طهران إسرائيل بشكل مباشر، اكتفى حزب الله بالعموميات، ووصف الإغتيال بالاعتداء السافر والوقح والذي يتجاوز الحدود، بعيداً عن أي إضافات.
وبالتالي يرى الجنرال المتقاعد، أن إيران قد تنفذ هذا “الانتقام” من خلال “استهداف المؤسسات الإسرائيلية أو اغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في الخارج”. كما قد تطلق “صواريخ بعيدة المدى من الأراضي السورية أو العراقية باتجاه إسرائيل”، حسبما أكد كل من الحلو والأمين.
وهكذا أتى الرد الإيراني في الأصل على مقتل الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية ببغداد في 3 كانون الثاني 2020، حيث ضرب صاروخ إيراني قاعدة عين الأسد الجوية الأميركية في 8 كانون الثاني من العام نفسه، في محافظة الأنبار بالعراق.
ومع ذلك، لا يزال الوضع في الجنوب متفجراً واحتمال التدهور وارد في أي لحظة.. خصوصاً وأن نهاية العمليات العسكرية الكبرى، كما توقعها المراقبون بحلول نهاية كانون الثاني، ما عادت تفصيلا أكيداً!
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |