المبادرات الرئاسية مجمّدة.. متى يبدأ الكلام الجدي؟
فيما يجب أن يكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية الاستحقاق الأول على جدول أعمال الداخل والدول الفاعلة، تصدّر الموضوع الأمني الواجهة من جديد عقب حادثة إغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
إلا أنّ خطاب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، أمس، “طمأن” أنّ لا تصعيد أمني، إذ كان ما ذكره ليس إلّا تكراراً لنغمة الالتزام بالاستراتيجية الإيرانية، حتى أنّ بعض المراقبين تحدث عن خطاب باهت له، وإنّ أحاطته بجمهور من مؤيديه لم تشفع له، لا بل أصيب البعض بخيبة أمل، وصار السؤال واجباً عن أيّ مغزى لحديثه، حتى أنّ توصيفه لما جرى في معقل المقاومة جاء ضعيفاً في دلالاته، ولم يشكّل أيضاً المحور الأساسي لخطاب انتظره المؤيدون والمعارضون على حد سواء للبناء عليه.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لموقع “هنا لبنان”: في حقيقة وعمق خطابه فإنه لم يضف أي موقف جديد على ما أعلنه في الخطابين السابقين بعد السابع من تشرين الأول الفائت. ويمكن التأكيد أنه لا يزال شديد الالتزام بضوابط وقواعد الاشتباك التي وضعت مع تعديلات إضافية في الأسابيع الأخيرة.
بدوره، يشير العميد المتقاعد جوني خلف لـ “هنا لبنان” إلى أنّ العمليات العسكرية لن تتوسّع كما يعتقد البعض، ولن يكون لبنان غزة ثانية.
الملف الرئاسي.. ثانوي؟
تقول مصادر دبلوماسية معنية لصحيفة “نداء الوطن”، لا حراك رئاسياً جدياً قبل وقف إطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان. وبالتالي، كل الجولات المنتظرة والمرتقبة للمسؤولين الغربيين ليست سوى محاولات خجولة لجسّ النبض وتهيئة الأرضية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. عندها يبدأ الكلام الجدي.
ووفق الصحيفة، فإن بعض المعنيين يزيدون على هذا الكلام، تأكيدهم أنّ عملية اغتيال العاروري قد تبرّد الملف الرئاسي أكثر، وتحيله إلى لائحة الملفات الثانوية التي تصعب معالجتها في الوقت الراهن.
ويشيرون إلى أنّ ما حصل في الضاحية الجنوبية وما قد يحصل في الأيام المقبلة، من شأنه أن يدفع المعنيين بالملف اللبناني، وتحديداً مكونات اللجنة الخماسية، إلى الانكفاء قليلاً بانتظار جلاء الصورة الأمنية، لا سيما وأنّ التطورات الأخيرة تزيد من تمسك القوى المعنية بمواقفها حيال الملف الرئاسي، ليصير البحث عن حلّ توافقي، عديم الفائدة. وفق هؤلاء، كان يفترض بمكونات اللجنة الخماسية أن تعيد تفعيل محركاتها مع انطلاق العام الجديد، على أن يقوم سفراؤها المعتمدون في لبنان بجولة على بعض المسؤولين اللبنانيين، قبل أن تلتئم اللجنة وتعقد اجتماعاً جديداً بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في نيويورك… على أن يحطّ من بعدها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت لتكريس ما سيتمّ التفاهم عليه في اللجنة، ولو أنّ ما قاله لودريان صراحة في زيارته الأخيرة، يؤكد أنّ البحث من جانب “الخماسية” انتقل جدياً إلى مربع المرشح الثالث. والبحث جارٍ عن قوة الدفع التي تتيح انتخاب هذا المرشح.
في حين، يراهن الداخل على ضغط دولي متجدّد للدفع إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد النجاح في التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وتجنيب المؤسّسة العسكرية الفراغ.
وتكشف المعلومات، عن رغبة فرنسية، مدعومة من اللجنة الخماسية، في الدفع إلى إطار حلّ شامل للأزمة اللبنانية. وتُحبّذ باريس مجيء هذا الحلّ كسلّة كاملة متكاملة، ولا يكفي انتخاب رئيس وعدم القدرة على تأليف حكومة وإبقاء الوضع مشتعلاً في الجنوب.
مواضيع ذات صلة :
الإستحقاق الرئاسي: هل ينجح الاشتراكي حيث فشل الاعتدال؟ | جعبة الحركة الرئاسية “خاوية”.. الاتّجاه نحو التأجيل لا التعجيل! | سكاف: نعمل للتوافق على اسم مرشح موحّد للمعارضة |