ضابط الإيقاع الإيراني
كل الهجمات التي وقعت لم تدفع قوى محور الممانعة المسلحة إلى شن الحرب الشاملة ضد إسرائيل والولايات المتحدة ومن الواضح أن هناك ضابط إيقاع واحد يمنع هذه الحرب وهو ضابط الإيقاع الإيراني
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
إضافة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة، سجلت الأحداث في الأيام الماضية سلسلة من الهجمات الأميركية والإسرائيلية طالت معظم دول محور الممانعة الذي تتزعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية واللافت أنّ هذه الهجمات بقيت من دون ردٍّ عسكري إلّا إذا اعتبرنا تكرار الكلام عن رد في المكان والزمان المناسبين والتهديدات الكلامية بأنها استعاضة عن ردّ قد لا يأتي ووسيلة للحفاظ على التجييش الشعبي لدى هذا المحور.
ضرب الأميركيون الحوثيين في منطقة البحر الأحمر، واغتال الإسرائيليون المسؤول في الحرس الثوري رضي موسوي في سوريا، واغتالوا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتال الأميركيون مسؤولين في حركة النجباء في بغداد، وسرت اتهامات في طهران ضد إسرائيل وعملائها بأنهم يقفون وراء التفجيرين قرب ضريح قاسم سليماني ما أسفر عن سقوط أكثر من مئة ضحية، ويضاف إلى كل ذلك استمرار سقوط الشهداء في قطاع غزة وجنوب لبنان.
كل هذه الهجمات وغيرها لم تدفع القوى المسلحة في هذا المحور إلى شن الحرب الشاملة ضد إسرائيل والولايات المتحدة ومن الواضح أن هناك ضابط إيقاع واحد يمنع هذه الحرب وهو ضابط الإيقاع الإيراني وتحديداً الحرس الثوري الإيراني الذي كان واضحاً في البيان الذي أصدره عقب اغتيال العاروري وتوجه بالكلام إلى حزب الله قائلاً “إنّ الصبر الاستراتيجي للمقاومة وحزب الله، لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق والنظر إلى متطلبات التغلب على محتلي القدس ومغتصبي فلسطين متأثراً بالآمال والأحلام المشؤومة للكيان الصهيوني وداعميه”.
لقد أصبح واضحاً أنّ إيران تدرك حجم مخاطر الحرب الشاملة عليها وعلى حلفائها في المنطقة وهي تعتبر أن الثمن الذي يدفع حالياً من قبل هؤلاء الحلفاء هو ثمن مقبول وأقل كلفة من الثمن الذي قد يدفع إن كانت الحرب شاملة وانخرطت الجمهورية الإسلامية فيها، وتتوافق هذه النظرة الإيرانية مع نظرة طرفين آخرين لا يرغبان بتوسعة رقعة الحرب الشاملة وهما الولايات المتحدة وإسرائيل فهما يتقبلان أيضاً الثمن الذي يدفعانه حتى الآن ولا ترغب واشنطن وتل أبيب بدفع أثمان أعلى حتى ولو أنّ بعض المتطرفين فيهما يعتبرون الفرصة مؤاتية لتوجيه ضربة كبرى لمحور الممانعة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |