جعجع رداً على نصرالله: مقولة “لو ما هاجم حزب الله كانت اسرائيل ستفاجئنا” غير صحيحة وللاستهلاك المحلي
اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أنّ تأثير ما يحصل في غزة على لبنان إن كان مباشراً أم غير مباشر يعود لتصرفات حزب الله في لبنان، وأضاف في حوار مع الإعلامي بسام أبو زيد في برنامج “هنا منحكي” عبر منصة “هنا لبنان” أنّه لو انتشر الجيش فعلياً في الجنوب منذ بداية الحرب في غزة وأمسك بيده القرار مع القوات الدولية، لما كان تسلسل الأحداث كما هو اليوم.
وأضاف جعجع، “لا بدّ أن نسأل ماذا تفعل الحكومة اللبنانية في موضوع الجنوب وهي غير موجودة وتقول بأنّها غير موجودة، فنحن في أيام حرب وكلّ الشعب بحالة قلق يمكن للشخص أن يقوم بالمناورة التي يريد ولكن لا يحاولنّ استغباء اللبنانيين”.
وشدّد جعجع أنّ إسرائيل تقول للجميع أنّ الوضع إذا بقي كما هو عليه عند الحدود ستهاجم لبنان، فيما تتخذ دول مثل تركيا وقطر المتواجد فيها قيادات لحركة حماس ترتيبات كي لا تمتد الحرب لأراضيها، متسائلاً: “من المعروف أنّ إسرائيل تلاحق قيادات حماس في كل مكان، فكيف تأتي أنت وتضعهم في الضاحية الجنوبية؟”
وأكّد أنّ على الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها وأن تقوم بما عليها لمصلحة لبنان، مستنكراً إصرار الحزب على البقاء جنوباً قال: “ألا يمكن للجيش اللبناني أن يحمي الجنوب؟”.
وحمّل جعجع إيران مسؤولية جميع ما يجري في المنطقة، قائلاً: “كلّ ما نتكبده اليوم هو كي يبقى حزب الله بثقله السياسي ووهجه الحالي وكي تبقى إيران بوهجها الاستراتيجي في المنطقة”.
أما في ما يتعلق بجنوب لبنان الذي تحوّل إلى ساحة حرب قال جعجع: “نحن لن نقبل ولن نتراخى بذرّة من تراب الجنوب ولن نقبل أن يمسّ أي مواطن لبناني، ولكن نطرح طريقة فعلية لحمايته. هل المواطن اللبناني محمي الآن؟ 70 و80% من سكان القرى الحدودية تهجّروا، فعن أي حماية للمواطن يتحدث الحزب؟”.
واعتبر جعجع أنّ تطبيق القرار 1701 يجب أن يكون بشكل جدّي، أي عبر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وانسحاب حزب الله، وتساءل: “هل مستقبل لبنان مرتبط ببقاء حزب الله بالجنوب أم لا؟ فبقاء حزب الله بالجنوب يفرض مخاطر لحصول أيّ عملية عسكرية، بينما وجود الجيش اللبناني سيفرض على إسرائيل الإلتزام”. مضيفاً: “هناك ضمانة دول بأكلمها مثل أميركا وأوروبا، وإن لم تلتزم إسرائيل سيقاتل الجيش اللبناني، أي الشعب سيقاتل، وليس الحزب هو من يصادر قرار لبنان”.
وفي ما يخصّ موضوع الاستحقاق الرئاسي رأى جعجع أنه “إن كان هناك من يريد أن يقايض الحزب على تسوية سياسية تتضمن الانتخابات الرئاسية يجب أن يستطيع تلبيتها في الداخل. كيف سيقوم بذلك؟ من ليسوا مع الحزب لن يقبلوا بذلك!”.
واعتبر أنّ “مزارع شبعا مشكلة بيننا وبين بشار الأسد وليس بيننا وبين إسرائيل، الآن لتوقّع الحكومة اللبنانية والسورية وليقولوا أنّ مزارع شبعا لبنانية وسوف تحلّ المسألة دون أي جريح أو قتيل أو رصاص”.
وأردف: “ما يجري في الجنوب قد يعقّد الحل السياسي، الحل الموجود اليوم هو بتطبيق الـ1701 كما يجب، الحزب لا يريد تطبيقه وهناك من لا يجرؤ على الكلام، والمواطن اللبناني هو من يدفع الثمن”.
وأكّد جعجع في حديثه أنّ رئيس الجمهورية الذي لن يساهم بالحل لا حاجة إليه، قائلاً: “الرئيس الذي يساهم بتطبيق الحل سيعطّلون انتخابه والرئيس الذي لن يكون كذلك ماذا نريد منه!” وأضاف: “رئيس جمهورية ممانع أو من لون الممانعة يوصلنا إلى ما نحن عليه، ورئيس جمهورية صوري بلا لون لا يفرق شيئاً عن الحكومة الحالية”.
فيما اعتبر أنّ كل المبادرات مجمّدة حالياً بانتظار حرب غزة، التي انعكست على الوضع “المتفلّت” في المنطقة من العراق حتى البحر الأحمر وسوريا وصولًا إلى لبنان، وبدل أن نضبضب أوضاعنا نقوم باستعراض المراجل.
وأضاف أنّ إيران لا تريد الحرب على أراضيها فقط ولا تأبه إن شملت سائر المناطق، وهي قادرة على كبح جماح الحوثي والميليشيات الإيرانية والحزب، لكنها تريد الحرب في كل مكان دون أن تصل إليه فقط، وبذلك تحقق موقعها الاستراتيجي في اللعبة.
وقال: “نحن كقوى سيادية نقوم بما يجب علينا أن نعمله واليوم نضيء على الـ1701 ونحن اليوم بالمجهول والمواطن اللبناني في الجنوب هو في المجهول أكثر منّا، متسائلاً: “هذه التركيبة التي نحيا في ظلّها إلى ماذا أوصلتنا على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والمالي وأيضاً الاستراتيجي؟، ولذلك لا بدّ من إعادة النظر ومراجعة كاملة لكل التركيبة”.
وختم جعجع بالقول أنّ حزب الله في عالم آخر ولا يأبه إلا بقضيته، وهو صاحب قضية لا علاقة لها بلبنان وهي مرتبطة بإيديولوجية ومشروع آخر، فيما القضية الفلسطينية هي قضية حق ونحن لنا مصلحة وطنية بعودة اللاجئ الفلسطيني إلى دولته.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تيننتي: لا صحة للانباء عن جولة لـ”اليونيفيل” في بعلبك | أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغانتس… وردود أفعال غاضبة: “فضيحة غير مسبوقة” | دريان: فرحتنا لا تكتمل بالاستقلال إلّا بوجود رئيس جمهورية |